Advertisement

خاص

القانون لا يعرف العاطفة.. عذراً "أتلتيكو"

إيناس القشاط - Inass El Kashat

|
Lebanon 24
13-03-2025 | 11:29
A-
A+
Doc-P-1332883-638774841249950835.jpeg
Doc-P-1332883-638774841249950835.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ليلة أوروبية لا تُنسى، واصل ريال مدريد كتابة تاريخه الحافل في دوري أبطال أوروبا، بإقصاء غريمه أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح، ليحجز مقعده في ربع النهائي بعد مواجهة ملحمية امتدت حتى اللحظات الأخيرة. لم تكن مباراة عادية، بل كانت درسًا جديدًا في شخصية البطل، تلك الشخصية التي تجعل ريال مدريد دائمًا حاضرًا في اللحظات الحاسمة.
Advertisement

منذ اللحظة الأولى، دخل أتلتيكو مدريد المواجهة بإصرار واضح على قلب الطاولة بعد خسارته ذهابًا (2-1)، وبالفعل نجح في التقدم مبكرًا، مما زاد من تعقيد المهمة على كتيبة كارلو أنشيلوتي. إلا أن الريال، كما هو معتاد، لم يعرف الاستسلام، بل قاوم حتى الرمق الأخير، ليجر المباراة إلى الأشواط الإضافية، ومن ثم إلى ركلات الترجيح، حيث برز معدن الأبطال الحقيقيين.

لكن الجدل الأكبر في هذه المواجهة لم يكن حول الأداء، بل حول القرار التحكيمي الذي قلب الموازين في ركلات الترجيح، بإلغاء هدف جوليان ألفاريز بداعي لمسه الكرة مرتين عند التنفيذ. قرار أثار الكثير من الجدل بين المحللين والجماهير، خاصة أن اللقطة لم تكن واضحة تمامًا للعين المجردة. ومع ذلك، استند الحكم البولندي سيمون مارتشينياك إلى تقنية الفيديو واللوائح، التي تنص بوضوح على عدم جواز لمس اللاعب الكرة مرتين أثناء تنفيذ الركلة.

منطق كرة القدم قد يرى البعض أن إلغاء الركلة كان قرارًا قاسيًا، لكن القانون لا يعرف العاطفة. حكماء التحكيم، مثل الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو والإسباني ماتيو لاهوز، أكدوا صحة القرار، مشيرين إلى أن التقنية المتطورة المستخدمة في كرات دوري الأبطال كانت قادرة على كشف اللمسة المزدوجة. وبينما استشاط سيميوني غضبًا، كان الريال أكثر واقعية، حيث أظهر مرة أخرى لماذا هو ملك هذه البطولة، متعاملًا مع الموقف ببرود أعصاب وثقة مطلقة.

البطل المدريدي.. روديغر رجل اللحظة الحاسمة  
 
 وسط هذه الدراما التحكيمية، كان هناك نجم لا يعرف الخوف، رجل اللحظات الكبيرة.. إنه أنطونيو روديغر، الذي تقدّم بثبات ليسدد الركلة الترجيحية الحاسمة لريال مدريد، مُنهياً مغامرة أتلتيكو في دوري الأبطال. كان قلب الدفاع الألماني مثالًا للقوة الذهنية والصلابة، وأثبت أن الريال لا يحتاج فقط إلى المهاجمين لحسم المباريات، بل إلى محاربين يؤمنون بحتمية الانتصار.

لذلك ركلات الترجيح لم تكن سوى فصل جديد في كتاب ريال مدريد الأسطوري في دوري الأبطال، حيث واصل الفريق تأكيد هيمنته على جاره العنيد، مكررًا سيناريو الإقصاءات السابقة التي جعلت الأتلتيكو يعيش كابوسًا متجددًا أمام جاره الأبيض. أربعة إقصاءات متتالية أمام الريال في دوري الأبطال، بين نهائيات وربع ونصف نهائي، تجعل اللقب المفضل للريال بمثابة الحلم المستحيل للأتلتيكو.

بين الجدل، والدراما، والصافرات الغاضبة، خرج ريال مدريد منتصرًا، ليواصل طريقه نحو المجد في دوري الأبطال. فبعد كل ما قيل عن ضعف وسط ملعبه، وعن أخطاء أنشيلوتي التكتيكية، وعن تراجع الفريق، أثبت الريال مجددًا أنه لا يحتاج إلى لعب كرة جميلة بقدر ما يحتاج إلى عقلية البطل. والآن، بعدما تجاوز اختبار الجار اللدود، يستعد الملكي لمواجهة أرسنال في ربع النهائي، وهو أكثر جوعًا من أي وقت مضى لمواصلة كتابة التاريخ. فهل سيكون هذا الموسم هو موسم اللقب الخامس عشر لـ "الأبيض"؟ لا أحد يعلم، لكن هناك حقيقة واحدة مؤكدة، في دوري الأبطال، ريال مدريد لا يموت أبداً!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

إيناس القشاط - Inass El Kashat