Advertisement

رياضة

نجمٌ من لبنان "يداوم" في "المون لاسال"

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
29-09-2017 | 11:31
A-
A+
Doc-P-373842-6367055883475596521280x960.jpg
Doc-P-373842-6367055883475596521280x960.jpg youtube 1
PGB-373842-6367055883497717721280x960.jpg
PGB-373842-6367055883497717721280x960.jpg Photos
PGB-373842-6367055883490210491280x960.jpg
PGB-373842-6367055883490210491280x960.jpg Photos
PGB-373842-6367055883482903531280x960.jpg
PGB-373842-6367055883482903531280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تتسلل بعض التجاعيد إلى وجهه ذي الملامح الأجنبيّة، لكنّها لا تصيب جسده الصلب الرياضيّ ولا روحه الحلوة التي تفيض شباباً وطاقة. في نبرة الصوت، شيء من الحنين، كثيرٌ من الفخر، وبعض العتب. وفيها أيضاً حماسة طفل حينما يغافل أهله ليسترق طابته الصغيرة إلى شوارع المرح والهواية. في ملعب مدرسة "المون لا سال" كان اللقاء. "بونجور كوتش"، يردد الصغار لدى وصولهم ويسارعون إلى تجهيز أنفسهم. بابتسامة عريضة لا تخلو من الحزم، يجيبهم الكابتن طوني جريج، ويبدأ حديثه مع موقع "لبنان 24". "ترعرعت في منطقة شعبية بين سنّ الفيل وبرج حمود فيها العديد من الأطفال، وكان الشارع ملجأنا نقصده للمرح والتسلية وممارسة الهوايات"، يقول نجم كرة القدم اللبناني والعالمي. "كنت ألعب كرة القدم دائماً. إنّها هوايتي وموهبتي. لكنّ مسيرتي الفعلية في هذه الرياضة بدأت في سنّ العاشرة حينما انضممت إلى فريق سانتوس - سن الفيل، وكان أعضاؤه قد اختاروا هذه التسمية تيّمناً بالفريق البرازيلي الذي كان يلعب فيه أفضل لاعب في العالم، بيليه. وعندما أصبحت في الخامسة عشرة من عمري، انتقلت إلى نادي "الاستقلال" في البوشرية وكان من الدرجة الأولى ويرأسه آنذاك رشيد ليشا، وبدأت ألفت الأنظار بموهبتي وحبّي للكرة"، يقول جريج. لكنّ الشهرة الفعلية بدأ ينالها الشاب، بل المراهق المغروم بكرة القدم، بعد انضمامه إلى نادي "الراسينغ" الذي قام "بشرائه" من "الاستقلال" في عام 1973، وكان قد بلغ من العمر 18 سنة. وقتذاك، لم يرتض رئيس نادي الاستقلال إلا أن ينتقل معه إلى "الراسينغ"، كما يؤكد بنفسه. في ذلك العام أيضاً، بدأ جريج مسيرته مع المنتخب اللبناني فخاض عدّة مباريات عالميّة في العراق ورومانيا وكوريا واليابان وغيرها من الدول، واستطاع الفريق أن يحقق بطولات رافعاً اسم لبنان عالياً. ولمن لا يعرف، فإن فريق الراسينغ اللبناني استطاع في العام 1979 أن يفوز على نظيره البرازيلي الذي كان قد هزم كلّ المنتخبات في الشرق الأوسط، ليفاجأ بهزيمة ألحقت به على الأراضي اللبنانية. وكان جريج قد أصبح مدرباً وقائداً لـ"الراسينغ" حينما بلغ 26 عاماً من العمر، واستمرّ يلعب فيه ويدرّب أعضاءه حتى العام 1990. يستذكر جريج تلك الحقبة التي شهدت انتصارات كثيرة على الرغم من كلّ المصاعب: "كنا في كثير من الأحيان ننام من دون عشاء. لم نكن نحصل على رواتب مقابل تعبنا وجهودنا. لكننا استمريّنا لأننا نحب "الفوتبول". أنا مثلاً تركت الدراسة مفضلاً احتراف هذه اللعبة". كان بوسع جريج الذي لمع نجمه وذاع صيته آنذاك السفر إلى الخارج لينضمّ إلى كبريات المنتخبات العالمية ويصبح لاعباً عاليماً بامتياز. لكنّ الحرب اللبنانية حالت دون ذلك. يقول جريج:" الحرب أثرّت سلباً علينا أيضاً و أعاقت الكثير من أنشطتنا. مثلاً، اضطررنا ذات مرّة إلى الذهاب إلى سوريا من أجل أن نسافر من هناك إلى الخليج". سرعان ما يستدرك ويقول:" غيرنا مات أو تشوّه أو مرض، لكن من حسن حظنا أننا نجونا من تلك الحرب وبقينا. في نهاية المطاف، محبة الناس هي التي تبقى وتُشعرنا بأننا لم نُظلم". نسأل جريج ما إذا كان نادماً على قراره البقاء في لبنان فيما كان بوسعه التحليق في فضاء هذه الرياضة عالمياً، فيسارع إلى الردّ:"إضافة إلى الحرب، كان هناك عامل إضافيّ حال دون سفري للخارج وهو حاجة أهلي لمن يعتني بهم وقد قررت البقاء إلى جانبهم. ماذا لو سافرت؟ "كنت بحوي هلق على ملايين الدولارات، وحتماً لم أكن لأقلق على شيخوختي أو أخاف من أن أبقى على أبواب المستشفيات". يبدو واضحاً العتب على الدولة في صوت جريج حينما يأتي على ذكر هذا الموضوع:"جميع الفنانين والعظماء والكبار في لبنان لا يقابلون باهتمام من دولتنا ولا يُقدّرون على عطاءاتهم. ألا يحقّ لمن بذل سنون حياته جاهداً في رفع اسم لبنان ضمان شيخوخة وراتباً شهرياً مثل موّظفي الدولة"، يسأل جريج وهو يردد" بلبنان ما بيسأل الواحد عن أوّلتو، بل عن آخرتو". عصاميّة الرجل واضحة وضوح الشمس. فهو لم ييأس ولم يستسلم بل تخطّى كل الصعاب والأشواك، والنتيجة تمظهرت في تأسيسه عائلة رائعة وناجحة. في فترة الحرب، كان لدى جريج وظيفة أخرى في المطار، لكنّه اختُطف مرتين من قبل مسلحين وكاد أن يُقتل "على الهوية"، "بس الحمدلله زمطت لأنو كنت بلشت صير مشهور"، يقول، لافتاً إلى أنه ترك هذا العمل وسرعان ما علم بأن مدرسة "المون لا سال" تريد توظيف مدرّب مشهور، فتقدّم بطلبه وانضمّ إليها منذ العام 1977 وما زال مستمراً لغاية اليوم". واليوم لا يزال جريج "سيّد" الملعب، حرفياً في تدريب الصغار الذين يأتون إلى الأكاديمية بعد الدوام الدراسيّ. وهنا في المكان الأحبّ إلى قلبه، يؤدي جريج دوراً يتخطّى دور مدرّب كرة القدم، فهو الأب الحنون وهو المربي أولاً وأخيراً. قد تكون التمرينات الجسدية قبل البدء بالمباراة ضرورية، لكن مع "الكوتش جريج"، ثمّة ما هو أهمّ: إنها التوعية والحضّ على النجاح في المدرسة وحسن السلوك. كان كل همّ الرجل أن ينال أولاده شهادات جامعية، وهذا ما يحصل فعلاً رغم أنّ جميعهم رياضيون ويسيرون على درب الاحتراف والتألق. وهذا تحديداً ما يجهد النجم اللبناني في تعميمه على الجيل الصغير الصاعد. لكن هذا لا يعني امتناعه عن تعزيز عشق الأطفال ولا سيّما الموهوبين منهم تجاه الكرة. يأسف لأن ثقافة الرياضة في مدارسنا ما زالت غائبة: "لازم كل يوم يكون في ساعة رياضة مش بس مرة بالأسبوع"، يقول جريج معتبراً أنّ هذا أحد الأسباب التي تدفع بالأهالي إلى تسجيل أبنائهم في أنشطة مختلفة بعد الظهر. لكن ماذا عن العائلات التي لا تملك الإمكانيات الماديّة وغيرها؟ أليست مظلومة في ظلّ هذا الواقع"؟ هذا "التقصير" ينسحب على الدولة برأي جريج: "ما من دعم حقيقي لصناعة الرياضة في لبنان. "الحق على الدولة اللبنانية وعلى يلي كامشين الرياضة عنّا"، يقول بأسف خاتماً: "البرازيل مشهورة بالقهوة والفوتبول. لبنان بشو مشهور"؟!
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك