يعيش الشارع العربي يوماً عصيباً في مونديال روسيا، إذ يلعب منتخبا المغرب والسعودية مواجهتَين حاسمتَين، ربّما تكونان مواجهتَي الخروج في حال خسارة المغرب، وخسارة أو تعادل السعودية. من جهةٍ أخرى، تلعب اسبانيا مواجهةً تُعتبر سهلةً "على الورق" أمام ايران، إلّا أنّ فوز الأخيرة في الافتتاح وتصدُّرها لمجموعتها يجعل المواجهة تَعِد بالكثير من الإثارة والتشويق.
المغرب – البرتغال (الساعة 3:00 عصراً)
يدخل المنتخب المغربي مواجهتَه أمام البرتغال وعينه على الفوز من أجل الإبقاء على آماله بالتأهل، كيفَ لا وهو الّذي استطاعَ أن يهزم البرتغال عام 1986 في مونديال المكسيك بثلاثية لهدف.
ففي 11 حزيران 1986، شهدت الكرة المغربية أهمّ نتائجها في المونديال، إذ تمكّنت من تحقيق أولى انتصاراتها في كأس العالم على البرتغال متخطّيةً دور المجموعات، وهو الإنجاز الذي بقي عالقاً في الذاكرة دون تكراره.
وعلى الرغم من صعوبة المجموعة التي تضمّ "أسود الأطلس"، فإنّ أداءَ المنتخب العربي في مباراته أمام ايران كان جيّداً، حيث اعتبر الكثير من المتابعين والمحلّلين أنّ خسارتَه في الدقائق الأخيرة "غير مستحقة".
من جهةٍ أخرى، يعيش المنتخب البرتغالي أحد أفضل فتراته على مرّ التاريخ، فاللاعب "الذهبي" كريستيانو رونالدو، اللاعب الأفضل في العالم في الأعوام الأخيرة، تمكّن من قيادة "برازيل أوروبا" نحوَ منصّة التتويج في بطولة "يورو 2016"، رغم عدم طرح اسم البرتغال كمنافسٍ جدّي على اللقب.
وعلى الرغم من تقدّمه في السّن، إذ بات قريباً من إتمام عامه الـ34، تمكّن "الدّون" من مقارعة اسبانيا وحدَه في مباراة فريقه الافتتاحية في المونديال، مسجّلاً "هاتريك" في شباك أحد أفضل الحرّاس "ديفيد دي خيا"، ليعتليَ صدارة الهدّافين ويمنح منتخبه نقطةً غالية.
فهل سيتمكّن المغرب من إعادة التاريخ أَمْ سيكون لرونالدو رأياً آخر؟!
السعودية – الأوروغواي (الساعة 6:00 مساءً)
يدخل المنتخب السعودي هذه المباراة وعينه على مسح ذيول الخسارة القاسية التي تعرّض لها أمام روسيا (5-0). إلّا أنّ أداء الأوروغواي في مباراته الأولى مقارنة بأداء السعودية لا يَعِد بالخير، فالأوروغواي تمكّنت من فكّ شيفرة دفاع مصر المتماسك في أولى مبارياتها مسجّلةً هدفًا من كرة ثابته، ما يجعل الأمر يبدو أسهل لهجومها حين تواجه السعودية التي ظهرت بدفاعٍ هَشّ.
ورغم هذا الأداء السيء من الأخير، أعرب مدرّب الأوروغواي عن قلقه من السعودية، فـ"عندما يكون فارق الفوز كبيرا مثلما حدث مع السعودية أمام روسيا، قد يولد هذا نوعا من الغضب والحماس لدى الفريق الخاسر وقد يولد شيئا إيجابيا. ولا أتوقع تعاملا هادئا أو لطيفا من السعودية. لديهم مواطن قوة وضعف مثل أي فريق ومثلنا وعلينا التعامل مع نقاط الضعف واستغلالها. أنتظر أن يقدم الفريق السعودي مباراة قوية".
ويعتبر هذا اللقاء، المواجهة الثالثة تاريخياً بين المنتخبَين، والأولى في كأس العالم، وهي المباراة الـ15 التي تخوضها السعودية في كأس العالم، والأولى أمام فريق من أميركا الجنوبية.
وقد حقّقت الأوروغواي الفوز في جميع مواجهاتها السابقة التي خاضتها أمام خصم من قارة آسيا.
ولا تُبَشّر الأرقام بالخير بالنسبة للمنتخب السعودي، فقد فشل الأخضر في تحقيق أي فوز في آخر 11 مباراة خاضها في كأس العالم، حيث تعرض للهزيمة في 9 منهم، وفشل في تحقيق أي فوز في آخر 11 مباراة خاضها في كأس العالم حيث تعرض للهزيمة في 9 منهم، وفشل في تصويب أي تسديدة في مواجهته أمام المنتخب الروسي.
يذكر أنّ هذه المباراة سيكون لها تأثير على المنتخب المصري، ففوز الأوروغواي أو تعادلها تعني خروج مصر رسمياً من المونديال، أما فوز السعودية يعني الإبقاء على آمال مصر بالتأهل.
فهل سيتمكّن المنتخب السعودي من البدء في كتابة تاريخ جديد في هذه المواجهة؟!
اسبانيا – ايران (الساعة 9:00 مساءً)
يعتبر المنتخب الاسباني من المنتخبات المرشحة لإحراز لقب كأس العالم، وتعادله في مباراته الأولى مع البرتغال يجعل فوزَه اليوم أمراً مطلوباً بشدّة من أجل التقدم نحو التأهل، والاقتراب من الصدارة قبل مواجهته الأخيرة أمام المغرب.
ولن تكون مواجهة "اللاروخا" مع ايران سهلة، فالمنتخب الايراني ما زال منتشياً من فوزِه أمام المغرب، وقد عَلا طموحُه وازدادت ثقته بنفسه بعد اعتلائه صدارة "مجموعة الموت" أمام كَبيرَي أوروبا "البرتغال واسبانيا"، كما باتَ على أعتاب حسم تأهله بحال تحقيقه الفوز في هذه المباراة.
لكنّ حلم التأهل يصطدم بهجومٍ ناري لمنتخب اسبانيا، يقود دييغو كوستا الذي سجل هدفَين في البرتغال، مدعّماً بخطّ وسطٍ ناري يقود ايسكو، انييستا، كوكي ودافيد سيلفا.
فهل سيتمكّن المنتخب الايراني من الصمود أمام نظيره الاسباني وحسم التأهل؟!