خلال رحلة العلم الأزلية لمعرفة حدود الكون وحجمه انطلقت التلسكوبات العملاقة سابرة أغوار الفضاء العميقة بدءا بمجرتنا درب التبانة التي تمكن العلماء مؤخرا من تصوير الثقب الأسود في مركزها، وانتهاء بأبعد مجرة مكتشفة، والبعيدة عن الأرض بنحو 14 مليار سنة ضوئية.
وفيما يسعى البعض لمعرفة الحجم المتوقع للكون المنظور، والذي تمكنت ناسا من رسم خارطة له، أخذ الفضول بعض هواة الظاهرة الفلكية إلى معرفة أحجام الأجرام والمجرات والنجوم.
وفي الكون المشاهد، بل وفي مجرة درب التبانة حيث نسكن، كشف العلماء في العقود الماضية عن 10 عمالقة من النجوم المثيرة للاهتمام، والتي لا يمكن تخيل حجمها مقارنة بالشمس أقرب النجوم إلينا.
وحسب الترتيب، يعد العملاق الأحمر UY Scuti من أكبر النجوم في مجرتنا درب التبانة، وفي الكون المشاهد بأسره وبهامش الخطأ في تحديد الحجم ± 192 شعاع الشمس، بقطر يبلغ 2.4 مليار كيلومتر، وبالتالي فحجمه أكبر بـ 5 مليارات مرة من حجم الشمس، ويبعد حوالي (9500 سنة ضوئية) من الأرض.
ولا يعتبر هذا العملاق مثيرا للاهتمام قدر ما يثير عملاق آخر اهتماما أكثر، ففي سنة 2014 كان "الكلب الأكبر" على رأس قائمة أكبر النجوم في الكون وأكثرها إشعاعا، حسب وكالة الفضاء ناسا، لكنه حاليا انتقل للمرتبة السابعة نظرا لاكتشاف نجوم أضخم منه.
يعد "الكلب الأكبر"، أو "في واي" VY Canis Majoris من أكبر العمالقة الحمراء المشاهدة ومن أكبر النجوم المعروفة للإنسان ويعتبر أحد أكثر النجوم إشعاعا، ويقع ضمن كوكبة الكلب الأكبر ويبعد عن الأرض 3900 سنة ضوئية (1.2 فرسخ فلكي). أي أنه ينتمي إلى مجرتنا درب التبانة. ويصنف ضمن النجوم المتغيرة مع فترة تقدر ب 2,000 يوم.
ويقدّر العلماء طول نصف قطر هذا النجم بما يتراوح بين 1.800 و2.100 ضعف نصف قطر الشمس، ولكي نتخيل حجم هذا النجم لو وضعنا الشمس في مركزة يكون نهاية نصف القطر كوكب زحل، أو أكبر من قطر الأرض 100.000 مرة.
ولتسهيل الأمر، فيمكن لطائرة بوينغ لو أقلعت بسرعة ما يقارب ألف كيلو متر في الساعة أن تقطع هذا النجم في نحو 1100 سنة في رحلة دون توقف.
رغم ذلك، فإن كل هذا الحجم الذي يصعب إدراكه، ليس سوى نقطة صغيرة في مجرة درب التبانة، والتي بدورها مجردة ذرة أخرى في الكون.