غالبا ما يواجه الأشخاص الأكثر ذكاء مشاكل كبيرة في التكيف مع العديد من المواقف. وتقول الكاتبة فاليريا ساباتير، في تقرير نشرته مجلة "لامنتي إس مارافيوسا" (lamenteesmaravillosa) الإسبانية، إن بعض الأشخاص يضطرون في بعض الأوقات إلى إزالة الدراسات والخبرات من سيرتهم الذاتية للحصول على وظيفة.
وتضيف "في بعض الأحيان نرى مهاراتنا وقيمتنا مشكلة أكثر من كونها ميزة، بخاصة عندما ندرك أن هناك سيناريوهات يُفضل فيها مجتمعنا المستوى المتوسط على المواهب الاستثنائية".
وتشير ساباتير أيضا إلى أن بعض الأشخاص على الرغم من عدم كفاءتهم يصلون إلى مناصب إدارية عليا، وأن "وراء هذه الحقائق، على سبيل المثال، شخصيات لديها ميولات معادية للزعامة، تفضل العمال المخلصين على الأشخاص ذوي القيمة الكبيرة، وذلك لأن العديد من المنظمات تفضل عدم التغيير، وترفض تحدي القيادة في العمل، وتحارب الأفكار الجديدة".
عوامل تفسر سبب إخفاء الشخص مهاراته
وأشارت الكاتبة إلى أننا نعيش في عالم ينظر إلى الأفراد الأكثر جهلا على أنهم الأكثر موهبة، بينما يقلل من كفاءة أولئك الأكثر استعدادا، وفي هذه الحالة يتم إهدار مجهود أكثر الناس كفاءة وقيمة في نظام مستقر ولكنه لا يتقدم.
وتضيف أن الأشخاص الأذكياء يتظاهرون في كثير من الأحيان بأنهم ليسوا كذلك من أجل مسايرة الواقع الاجتماعي، وكثيرا ما يواجهون مشاكل في التكيف، وذلك يحرم المجتمع من قدراتهم، ويجعلهم لا يحققون مسيرة مهنية أو لا يمتلكون شبكة جيدة من الأصدقاء أو حتى شريك حياة.
الإفراط في الأهلية ومشكلة الحصول على وظيفة
وترى الكاتبة أن أذكى الناس يتظاهرون أحيانا بأنهم ليسوا أذكياء لأنهم يشعرون كأنهم أسماك كبيرة في أحواض صغيرة، وإذ لا توجد في كثير من الأحيان عروض عمل للموظفين المتعلمين تعليما عاليا، فهم قد يضطرون إلى تقليص سيرتهم الذاتية وعدم تضمينها كثيرا من خبراتهم ومؤهلاتهم، حتى لا يكون ذلك عائقا أمام اندماجهم في سوق العمل.
في هذا السياق، أجرت جامعة أستراليا الغربية دراسة أبرزت فيها أن العديد من المديرين يفترضون أن الشخص عندما يكون مؤهلا أكثر من اللازم لشغل منصب ما فإنه يميل إلى الشعور بالملل وبأن مهاراته تفوق مهامه، ومن ثم لا يبذل كل وسعه في مسؤولياته.
وبصرف النظر عن الكيفية التي يتحدد بها النجاح، هناك أمور لا يهتم بها الأشخاص الناجحون بالفعل، ومنها:
يعرفون ما يجب عليهم فعله
تقول الكاتبة جودي كوك، في تقرير نشرته مجلة "فوربس" (forbes) الأميركية، إن الأشخاص الناجحين يدركون أن نصائح أي شخص آخر مهمة لمسيرتهم، مهما كانت معانيها، "لكنهم يعرفون ما يريدون تحقيقه وكيف سيحققونه".
وتضيف "بعبارة أخرى، يقرر الأشخاص الناجحون ما يجب عليهم فعله، ويطلبون التوجيه المحدد الذي يحتاجون إليه، ثم يتصرفون بناء عليه".
خطط عظيمة ولكن!
يُدرك كثير من الأشخاص الناجحين أن من غير المجدي الحديث باستمرار عن خططهم وبرامجهم بشأن ما يأملون تحقيقه في يوم من الأيام.
فضلا عن ذلك، يعلم الأشخاص الناجحون جيدا أن مناقشة الخطط لا تجعلها مثمرة أبدا. وبدلًا من ذلك، يقومون بالعمل على خططهم ويُفصحون عن النتائج عند الانتهاء منها وليس قبل ذلك.
أن تكون على صواب!
وأشارت الكاتبة إلى أن الأشخاص الناجحين لا يهتمون إذا كانوا على صواب، بل ربما يرحبون في الواقع بمن يثبت أنهم على خطأ، لأنهم يريدون سماع وجهات نظر أخرى وتعلّم واستيعاب مواقف جديدة، فهم يميلون إلى التحدي.
كذلك يُدرك الأشخاص الناجحون القيمة الحقيقية لوقتهم، ولا يلجؤون إلى الجدال إلا إذا لزم الأمر، وهم في الغالب يقبلون الاختلاف من دون أن يتعبوا أنفسهم أو غيرهم.
أشياء ستجعلك ناجحًا إن قررت التخلي عنها
هناك أشياء معينة ستجعلك ناجحًا إن قررت التخلي عنها، نشر موقع "مايند بودي غرين" (mindbodygreeen) تقريرا موسعا عنها، وفيما يلي أهمها:
التوقف عن محاولة بلوغ الكمال
من الصعب إدراك الكمال والمثالية مهما حاولت، وقد يمنعك الخوف من الفشل أو حتى من النجاح في كثير من الأحيان من اتخاذ العديد من القرارات، كما ستفقد كثيرا من الفرص إن انتظرت أن يكون كل شيء مثاليا.
التخلي عن رغبتك في التحكم بكل الأمور
ينصح الموقع بضرورة التخلي عن الأمور التي لا تستطيع التحكم بها، والتركيز على الأمور المهمة، ففي بعض الأحيان سيكون الأمر الوحيد الذي باستطاعتك التحكم فيه هو موقفك تجاه شيء ما.
عدم التردد في رفض المهام التي لا تخدم أهدافك
يعلم الأشخاص الناجحون أنه من أجل تحقيق أهدافهم، يجب عليهم قول "لا" لبعض المهام والأنشطة والمطالب من أصدقائهم وعائلاتهم وزملائهم، خصوصا تلك التي تتعارض مع أهدافهم أو تعرقلها.
التخلي عن رغبتك في إرضاء الناس
أفاد الموقع بأنك قد تجد كثيرا من الأشخاص الذين يحبونك، كما ستجد أشخاصا لا يحبونك. وبغض النظر عما تفعله، لن تكون قادرا على كسب محبتهم، فهذا طبيعي تمامًا، لذلك ليست هناك أي حاجة لتبرير مواقفك، الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو الحفاظ على أصالتك. "الجزيرة"