لا توجد عائلة مثالية، فجميع الأسر تمر بأوقات من التوتر والغضب والخلافات والاختلافات. لكن ما يجعل العائلة "سامة" أو "مؤذية" أنها لا تستمع إلى أحد أفرادها ولا تغير السلوك الضار الذي آذاه، فتتحول إلى أسرة مسيئة حين يصبح التغيير فيها عبئا على أفرادها، وعندما تتحول المناقشة إلى دوائر مفرغة من اللوم وافتقاد الحدود، وحين تصبح الأنانية الخيار الوحيد في مقابل غياب التعاطف والمشاعر الأولية البسيطة.
العائلات كائنات حية، يؤثر وجودك فيها على مستقبلك بأكمله، وكذلك على علاقاتك: كيف ستكون وكيف تستمر. وقد يسبب وجود آباء "سامّين" أو أشقاء "مؤذين" حدوث خلل ديناميكي في اختياراتك المستقبلية، ويؤثر على حساسيتك الشديدة تجاه الآخرين والمخاوف من الدخول في علاقات قد تكون مشابهة لتجربتك مع العائلة.
وجودك كشخص حساس وسط عائلة بهذا القدْر من الإساءة لك قد يدفعك إلى العزلة والوحدة كخيار وحيد وآمن بعيدا عن الإحباط الذي تشعر به معهم. لكن عليك أن تعرف إذا ما كانت أسرتك بالفعل مؤذية، أم أن ذلك محض وهم.
علامات العائلة "المؤذية"
تقول جوستين كارينو، المعالجة النفسية في نيويورك والخبيرة في علاقات المراهقين والشباب، في مقال نشرته بمدونتها الطبية، إن هناك الكثير من العلامات التي تدل على وجودك داخل عائلة "سامة"، أولها هو عدم الشعور بالأمان العاطفي والجسدي داخل المنزل، وهذا يحدث بسبب سلوك أحد أفراد الأسرة وانعكاسه على الآخرين.
وتضيف جوستين أن الأسرة التي لا تجيد الحوار بين أفرادها، أو التي لا تستطيع فيها أن تتواصل وتعبّر عن نفسك بشكل حر وآمن، هي بالتأكيد أسرة "مؤذية".
وتحدد كارينو علامات العائلة "السامة" في النقاط التالية:
عدم وجود اتصال فعال بين أفرادها، ما يؤدي غالبا إلى نوبات غضب وعنف، أو يكون الصمت والتجاهل هو الرد على كل ما تطرحه. وفي الحالتين، أنت تفتقد التواصل السليم.
عدم وجود حدود، وهذا يعني انعدام الخصوصية لأي فرد في الأسرة.
النقد المفرط لشخصيتك وأدائك وأسلوبك في إدارة حياتك عموما.
الأمراض النفسية لأحد أفراد الأسرة، مثل الاضطراب الثنائي القطب غير المعالَج، أو القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الشخصية.
التحكم المفرط بجدولك وحياتك الخاصة واختياراتك.
العنف المنزلي بأشكاله المختلفة، سواء كان أذى جسديا أو تهديدات مستمرة.
الإهمال والإساء العاطفية والتجاهل والصمت التام، أو تحقيرك والتعامل كأنك غير موجود.