أكثر من 700 مليون زائر على مستوى العالم يرتادون حدائق الحيوانات والأحواض المائية كل عام، فهل سألت لماذا؟
من المعروف أن حدائق الحيوانات والأحواض المائية تعد من أشهر مناطق الجذب السياحي في العالم. إنها ليست مجرد نزهة ممتعة مع العائلة أو الأصدقاء، أو رؤية الأطفال لحيوانات حقيقية فقط.
فعلى الرغم من أن قيمة حدائق الحيوانات في الحفاظ على الطبيعة وفي دعم علوم الحيوانات التطبيقية مفهومة جيدا، لكن دراسة جديدة قالت إن هذه الحدائق تضطلع بدور مهم أيضا في كيفية تفكير المجتمع في الطبيعة والاهتمام بها، وهو أمر لم يكن معروفا من قبل على نطاق واسع.
شارك في الدراسة المنشورة في دورية "جورنال أوف زولوجيكال آند بوتنكال جاردنز" (Journal of Zoological and Botanical Sciences)، بتاريخ 13 كانون الثاني الماضي، باحثون من جامعات بريطانية وفرنسية وحديقة حيوان دبلن، ووجد الباحثون أن حدائق الحيوانات تعد منصة فريدة لإشراك الزائرين برسائل مهمة تسهم في صحة الإنسان ورفاهيته واستدامته.
القيمة المجتمعية لحدائق الحيوانات الحديثة
قام الباحثون بدراسة القيمة المجتمعية لحدائق الحيوانات الحديثة، وكيف يمكن أن تؤثر تأثيرا إيجابيا على السكان محليا وعالميا، كما قاموا بتحليل وجود مواقع الحدائق عبر الإنترنت، والمنشورات التي تنتجها، والأنشطة التي تدعمها، وتأثيرها على المستقبلين لهذه الرسائل.
وضمن جزء من الدراسة، أجرى الباحثون مراجعة متعمقة لعمل حدائق الحيوانات، خاصة فيما يتعلق بكيفية تحقيق أهدافها الأربعة الرئيسة: الحفاظ على الطبيعة والتعليم والترفيه والبحث، وشرحوا كيف أن لكل هدف "قيمة مضافة" في تمثيل فوائد حدائق الحيوان للمجتمع.
وأوصت الدراسة بتفعيل العديد من مجالات البحث العلمي في المستقبل لمزيد من دراسة التأثير الأوسع لحدائق الحيوانات على مجتمعاتها المحلية وعلى السكان وسلوكهم بشكل خاص.
ورأى الباحثون أن تضمين الرفاهية كهدف خامس لحديقة الحيوانات الحديثة من شأنه أيضا أن يعزز قيمتها المجتمعية الأوسع، وقالوا إن دمج هذا النوع من الحدائق بتصنيفه موردا لصحة الإنسان، وتثقيف الزوار حول التنوع البيولوجي، وصحة الكوكب، ورفاهية الإنسان والحياة المستدامة سيعزز من دورها في المجتمعات البشرية.
استنتاجات الدراسة
قال الدكتور بول روز، المحاضر في مركز البحوث في سلوك الحيوان وعلم النفس في جامعة إكستر (University of Exeter)، في بيان صحفي للجامعة، إن "حديقة الحيوانات هي أكثر من مجرد مكان للترفيه ومجموعة من الحيوانات. تسمح لنا حدائق الحيوانات بتجربة الطبيعة وهي مورد رائع لفهم المزيد عن الصون والتنوع البيولوجي والاستدامة، مما يجلب العديد من الفوائد الإيجابية للصحة العقلية للإنسان ورفاهيته".
وأضاف أن هناك حاجة إلى أماكن للحماية، مثل حدائق الحيوانات، لتزويدنا بالتعليم والفهم بشأن العالم الطبيعي، مشيرا إلى أنه "لكي نتعلم، تحتاج أهداف حدائق الحيوانات إلى إدماج هدف المشاركة المتزايدة من جانب المجتمعات المحلية".
هكذا يمكن أن يؤثر عمل حديقة الحيوانات بشكلها الحديث تأثيرا مباشرا على الزوار وعلى من يعيشون بالقرب منها ويشتركون في عملها ومخرجاتها.
واستنتج الباحثون أن دمج حدائق الحيوانات بين موارد صحة الإنسان والتعليم سيعزز دورها المجتمعي أكثر، مؤكدين أن هناك حاجة إلى تحديد فوائدها المجتمعية والاقتصادية، ودورها في التطوير والمشاركة الإيجابية.
أسئلة يجب استكشافها
وجدت الدراسة أن حدائق الحيوانات وحدائق الأحياء المائية يمكن أن تكون أماكن ممتازة لتطوير الحلول القائمة على الطبيعة، كما وجدت أنه يمكن تشجيع الزوار على زيادة وعيهم بقيمة الطبيعة واستكشاف الروابط الحالية والمحتملة لهذه الأماكن بالتنوع البيولوجي. وتعد استدامة حديقة الحيوانات أمرا أساسيا لتعزيز إنجازاتها في تغيير السلوك البشري الصديق للبيئة على المدى البعيد.
لكن الدراسة وجدت أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، كما أن هناك العديد من الأسئلة التي يجب على العلماء وموظفي حديقة الحيوانات استكشافها، بالإضافة إلى تقييم تأثير الرسائل التعليمية لهذه الحدائق، وإذا كانت ستؤثر على السلوك البشري تجاه صحة الكوكب واستدامته أم لا.(الجزيرة)