Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
Messenger
A+
A-
Messenger
لم تتمكن آمنة البكور (60 عاما) من تقبل فكرة رحيل ابنها وعائلته تحت أنقاض الركام جراء الزلزال المدمر في مدينة حارم (شمال إدلب) بالقرب من الحدود مع تركيا.

تذرف آمنة الدموع عند زيارة أي شخص لهم، وما زاد من لوعتها دخول شهر رمضان، حيث تؤكد أن ابنها الراحل كان يحرص على الأجواء الاحتفالية قبل دخول الشهر المبارك وطيلة أيامه.
Advertisement

تقول -وتخنقها العبرات- "كان طول الشهر ما ينام ساعتين في اليوم، ونمضي طول السهرة صلاة وأدعية وقرآن، وكان قارئا، وصوته جميل ويصلي بنا حتى طلوع الفجر".

وتضيف آمنة -في حديثها للجزيرة نت- "في مثل هذه الفترة العام الماضي، جلب فوانيس رمضانية ومواد غذائية، وكان كل ما يزورنا يبوس يدي ويد والده، استأجر لنا شقة جنب بيته كي نقضي شهر رمضان معه ومع عائلته، الله يرضى عليه في الدنيا والآخرة".

وتعيش عائلات ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا، والذي أودى بحياة الآلاف، حالات نفسية صعبة مع دخول شهر رمضان المبارك، خاصة أنه يفتح باب الذكريات مما يزيد لوعتهم.

وللمناسبات كالأعياد ودخول شهر رمضان وقع خاص عند الأهالي، حيث تحتفل معظم العائلات وتقيم أجواء خاصة رغم النزوح والتهجير والحرب المستمرة منذ 12 عاما.

الحاج رياض الجميل (55 عاما) فقد ابنته وعائلتها وابنه وعائلته تحت ركام منزلهم الواقع في سلقين (شمال غربي إدلب)، ولا يتحدث منذ أكثر من شهر سوى عن الذكريات التي تجمعه بأبنائه وأحفاده.

رياض الجميل يؤكد أن الفرح لن يزوره بعد اليوم، ولن يقيم الأجواء الرمضانية هذا العام، معتبرا أن الفرحة باجتماع العائلة على الإفطار، وبعد رحيلهم لم يعد هناك مجال للاجتماع.

يقول الجميل للجزيرة نت "مع مرور كل يوم في شهر رمضان أشعر بالخوف والأسى، لم أعتد على الفقد منذ أعوام طويلة، كيف سنجلس على الإفطار هذا العام وعائلتي نصفها أصبح جليس القبور؟"

ويضيف "حالتي النفسية أفضل بكثير من والدتهم، لأن الفقد كان جماعيا. لو أن الأمر يتعلق بولد أو اثنين لربما كان الأمر سهلا، ولكنهم 10 أفراد رحلوا خلال ثوان".

واستقبل آلاف النازحين بسبب الزلزال شهر رمضان المبارك للمرة الأولى في مخيمات للإيواء وسط انعدام معظم مقومات الحياة من مياه وكهرباء وصرف صحي.

أحمد الفيصل (34 عاما) نازح في مخيمات الإيواء مع 7 أفراد من عائلته بعد تصدع منزلهم بمنطقة باريشا في ريف إدلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية التركية.

يؤكد الفيصل أنه في مثل هذه الأيام خلال العام الماضي كان يتسوق في أحد المراكز التجارية لشراء المواد الغذائية، وبعض الحلويات الرمضانية، وكذلك الحلاوة والزبدة التي تعد طبقا رمضانيا أساسيا على وجبة السحور لدى معظم العائلات في الشمال السوري.

يقول الفيصل للجزيرة نت "هذا العام لم أتمكن من جلب شيء، لم تبق أموال للطقوس الرمضانية مثل كل عام، وعلى المستوى النفسي فلا يساعد النزوح إلى خيمة في ظل عدم وجود مساجد قريبة وقلة المياه والاكتظاظ داخل الخيمة". ويرى الفيصل أن هذا الشهر سيكون الأقسى طيلة حياته.

في سياق متصل، عملت بعض المنظمات الإنسانية والفرق التطوعية في شمال غربي سوريا على توزيع بعض الفوانيس الرمضانية، وتوزيع سلال غذائية رمضانية على العائلات في مخيمات الإيواء.

يقول الناشط الإغاثي خالد الرياض إنهم سيقومون خلال شهر رمضان بتوزيع اللحوم على بعض مخيمات الإيواء، كما سيتم تجهيز وجبات جماعية للنازحين مع توزيع مواد خاصة بالسحور". (الجزيرة) 

ويضيف الرياض في حديث للجزيرة نت أنهم سيعملون على ابتكار مبادرات رمضانية من خلال توزيع السوس والتمر الهندي مجانا على النازحين، أو تنظيم احتفاليات للأطفال بعد الإفطار بهدف تعزيز حالتهم النفسية خلال الشهر المبارك.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك