يتوق الجميع لكسب الاحترام مع التقدم في السن. وعلى الرغم من أن الشائع هو أن الشخص يكتسب مزيدا من الحكمة بمرور السنين، فإن هناك بعض السلوكيات التي يمكن أن تعيق الرحلة لكسب الاحترام.
بحسب ما نشره موقع "Hack Spirit"، إن التقدم في السن أمر لا مفر منه، ولكن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الأمر - السلوكيات التي يتمسك البعض بها وتلك التي يتخلون عنها - يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في كيفية نظر الآخرين إليهم. يرتبط الأمر بشكل وثيق بصقل السلوكيات وإنضاجها لتعكس حكمة وخبرة سنوات العمر. ينصح الخبراء بالتخلص من تسع سلوكيات للفوز بالاحترام والتقدير من الآخرين، كما يلي:
1. عدم المرونة
مع التقدم في العمر، يكون من السهل التعثر في الطرق، ويمكن أن يكون من المريح التمسك بما يعرفه الشخص وأن يتجنب التغيير. ولكن يجب توخي الحذر من الصلابة غالبًا ما تولد عدم الاحترام، لأن العالم في تطور مستمر، وكذلك الأشخاص الذين يعيشون فيه. إن عدم التحلي بالمرونة يبعث برسالة مفادها أن الشخص غير راغب في فهم وجهات النظر أو الظروف الجديدة والتكيف معها. في المقابل، يتم اعتبار الشخص حكيمًا وليس مجرد شخص كبير في السن، إذا كان منفتحًا وقابلاً للتكيف.
2. عدم الاستماع
يعتقد البعض في مرحلة ما من حياتهم أنهم يعرفون كل شيء، وعندما يتبادلون أحاديث مع آخرين، يقاطعونهم في منتصف الجملة، مقتنعين بأن وجهة نظرهم هي الوحيدة التي تهم. ولكن مع التقدم في العمر، يدرك المرء أن هذا السلوك غير مناسب، بل ويمنعه من التعلم وفهم الآخرين. إن الاستماع مهارة تحتاج إلى ممارسة، وهو أمر بالغ الأهمية لكسب الاحترام.
3. إصدار الأحكام على الآخر
يمتلك الجميع وجهات نظرهم ومعتقداتهم الخاصة، والتي شكلتها تجاربهم وتربيتهم. لكن فرض هذه المعتقدات على الآخرين أو الحكم عليهم بناءً على معايير الشخص الخاصة ليس سلوكًا يستحق الاحترام. كشفت دراسة، نشرت في دورية Personality and Individual Differences، أن الأفراد الذين لا يصدرون أحكامًا يعانون من مستويات أقل من القلق والغضب ويكتسبون المزيد من الاحترام. إن القبول والتفهم يعزز الشعور بالثقة والاحترام ويظهر القدرة على التنوع واحترام الفردية.
4. حمل الضغينة
من الطبيعة البشرية أن يشعر الشخص بالألم عندما يخطئ أحد في حقه. لكن التمسك بأحداث أو خلافات الماضي يضر أكثر مما ينفع. إنه يحرم من السلام ويمكن أن يؤثر أيضًا على الصحة بشكل سلبي. مع التقدم في العمر، يصبح من المهم جدًا التخلص من الضغائن. إن الغفران لا يعني نسيان أو التغاضي عن الخطأ الذي ارتكب بحق الشخصـ إنما هو ببساطة اختيار عدم السماح لآلام الماضي بالتحكم في الحاضر والمستقبل.
5. المبالغة في النقد
إن الانتقاد المستمر للآخرين بسبب عيوبهم لا يجعل الشخص متفوقًا أو يجعلهم أقل شأنا. إن الانتقاد المفرط يمكن أن يدفع الأخرين بعيدًا ويؤدي غالبًا إلى الاستياء. ويمكن أن يفضي إلى علاقة غير صحية وغير محترمة. يمكن ان يكون النقد البناء، عندما يتم تقديمه بلباقة، مفيدًا، ويظهر أن المرء يهتم بما يكفي لمساعدة شخص ما على التحسن.
6. إهمال الرعاية الذاتية
في الحقيقة، إن إهمال المرء احتياجاته ورفاهيته، يبعث برسالة مفادها أن الشخص لا يقدر نفسه ولا يحترمها. إن اهتمام الشخص بصحته الجسدية ورفاهيته العاطفية واهتماماته الشخصية يقدم مثالًا إيجابيًا لمن حوله، بالإضافة إلى أنه يُظهر لهم أيضًا أنه يستحق أن يحظى باحترام كبير.
7. تجنب الاعتذارات
يجد البعض صعوبة بالغة في تقديم الاعتذار، معتقدين أن الاعتراف بالخطأ يعد ضعفًا. وفي واقع الأمر، إن التعبير عن الأسف عند ارتكاب خطًا يجعل الشخص قويًا يمتاز بالصدق والتواضع والنضج.
8. تجاهل مشاعر الآخرين
يريد الشخص أن يشعر بأنه مسموع ومفهوم. ولكن عندما يتجاهل مشاعر الآخرين أو آرائهم، فإنه يقلل من قيمتهم ويجعلهم يشعرون بأنهم غير مهمين.
يمكن أن يكون الرفض بسيطًا مثل مقاطعة شخص ما أثناء حديثه أو معقدًا مثل التقليل من مشاعره أو تجاربه. وفي كلتا الحالتين، فهو سلوك يمكن أن يضر بالعلاقات ويؤدي إلى تآكل الاحترام.
9. تجنب النمو الشخصي
تدور رحلة الحياة كلها حول النمو والتطور. لكن في بعض الأحيان، مع التقدم في السن، يبدأ المرء في مقاومة هذا النمو، ويفضل الراحة والألفة على عدم اليقين بشأن التغيير. إن الحقيقة هي أن النمو الشخصي هو عملية تستمر مدى الحياة. يتعلق الأمر بالتعلم المستمر والتطور والسعي ليكون الشخص في أفضل نسخة يتمناها لنفسه.
إن تجنب النمو الشخصي يمكن أن يؤدي إلى الركود، سواء على المستوى الشخصي أو في أعين الآخرين. لكن احتضانها يُظهر أن الشخص منفتح، وقابل للتكيف، ومستعد للتعلم - وهي صفات تستحق الاحترام.