كشف فريق من العلماء أن غرينلاند "البيضاء" تتحول إلى اللون الأخضر بسبب ذوبان صفائحها الجليدية الشاسعة وظهور الغطاء النباتي تحتها.
وقدّر فريق البحث بقيادة جوناثان كاريفيك، عالم الأرض في كلية البيئة بجامعة ليدز، أن 11000 ميل مربع (28707 كيلومتر مربع) من الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية في غرينلاند ذابت خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقال كاريفيك لـ MailOnline: "كان علينا استخدام مجموعة من الصور التي تمتد إلى أوائل الثمانينيات وأوائل عام 2010. هذه الخسارة تتعلق فقط بالطبقة الجليدية في غرينلاند، والتي يشار إليها غالبا بالجليد الداخلي وليس الجزيرة بأكملها".
وتبلغ مساحة دولة غرينلاند بأكملها زهاء 836 ألف ميل مربع، وامتد الغطاء الجليدي في الثمانينات عبر 679 ألف ميل مربع (حوالي 81%).
وقال كاريفيك إن خسارة 11 ألف ميل مربع الآن تؤدي إلى انخفاض إجمالي الغطاء الجليدي إلى 79%، وهو ليس فرقا كبيرا من حيث النسبة المئوية، ولكنه "هائل" من حيث الحجم.
والآن، تظهر صخور قاحلة وأراضي رطبة (مناطق مشبعة بالمياه) وشجيرات حيث كان الجليد والثلج موجودا في السابق.
وأصبحت غرينلاند أكثر خضرة مع توسع الغطاء النباتي، خاصة في الجنوب الغربي والشمال الشرقي.
وسجّلت مستويات عالية من فقدان الجليد في المناطق المحلية في الغرب ومنتصف الشمال الغربي والجنوب الشرقي.
يذكر أن ذوبان الجليد هو سبب ارتفاع مستوى سطح البحر، ما قد يؤدي إلى إغراق البلدات والمدن هذا القرن.
لكن تحول غرينلاند من اللون الأبيض الساطع إلى اللون الأخضر الباهت يقلل أيضا من قدرتها على عكس ضوء الشمس، حيث تمتص النباتات والصخور المكشوفة المزيد من طاقة الشمس بدلا من عكسها، ما يزيد من خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض وتفاقم تغير المناخ.
ويقول العلماء في ورقتهم المنشورة في مجلة Scientific Reports: "يجب قياس استجابات الغطاء الأرضي لتغير المناخ لفهم مناخ القطب الشمالي، وإدارة موارد المياه في القطب الشمالي، والحفاظ على الصحة وسبل العيش للمجتمعات هناك، من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة". (RT)