منذ اكتشاف الألماس الخام في جنوب إفريقيا في أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت القارة الإفريقية لاعبًا رئيسيًا في سوق الألماس العالمي.
اليوم، تنتج العديد من دول القارة كميات كبيرة من الألماس، وتُعرف بجودة الأحجار التي لا تضاهى عالميًا، وفقًا للخبراء.
رغم المنافسة المتزايدة من الألماس الصناعي الذي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة لتقديم جودة ممتازة، يظل الألماس الإفريقي هو الأغلى والأعلى جودة مقارنة بالألماس المصنع.
وتُعد بوتسوانا وجنوب إفريقيا وناميبيا من بين أكبر المنتجين في القارة، مع تفاوت كبير في نوعية الألماس وأثره على التنمية في هذه البلدان.
تتربع روسيا على عرش الإنتاج العالمي للألماس، حيث تُنتج حوالي 32.94% من إجمالي الإنتاج العالمي، بما يعادل 39.20 مليون قيراط سنويًا. وفي المرتبة الثانية تأتي إفريقيا، التي تشهد إنتاج جزء كبير منه بعيدًا عن الأنظار بسبب اعتماد بعض بلدانها على القطاع غير الرسمي والتهريب، مما يصعب الحصول على معلومات دقيقة حول الإنتاج الفعلي.
تحتوي إفريقيا على سبع من أكبر عشر دول منتجة للألماس عالميًا، وهي بوتسوانا وجنوب إفريقيا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وناميبيا وليسوتو وتنزانيا.
وهذا يبرز أهمية القارة الإفريقية كمورد رئيسي للألماس.
تحتل بوتسوانا المرتبة الثانية عالميًا بعد روسيا في إنتاج الألماس، حيث تُنتج أكثر من 22 مليون قيراط سنويًا.
يُعتبر الألماس البوتسواني من أعلى القيم جودة. تمتلك بوتسوانا احتياطيات تقدَّر بنحو 310 ملايين قيراط، وهي من الدول النادرة التي تدير مواردها بشكل جيد، ما يعود بالنفع على السكان.
فهي واحدة من أقل الدول فسادًا عالميًا، وقد فرضت سيطرتها على قطاع الألماس بشكل فعال.
تأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتبة الرابعة عالميًا وفي المرتبة الثانية في إفريقيا بعد كندا، حيث تعتمد صناعة التعدين في هذا البلد على القطاع غير الرسمي، والذي يوظف أكثر من نصف مليون شخص ويستخرج حوالي 16 مليون قيراط سنويًا، مما يدر إيرادات تبلغ 135 مليون دولار سنويًا.
ويُعتبر معظم الإنتاج في الكونغو غير رسمي، بعيدًا عن إشراف الشركات المعروفة.
جنوب إفريقيا، التي تحتل المرتبة الخامسة، تتميز بتاريخ طويل في استخراج الألماس يعود إلى 150 عامًا. تُنتج جنوب إفريقيا حوالي 9.73 مليون قيراط، مع اكتشافات جديدة تعد بزيادة الإنتاج.
تدعو الخبراء إلى زيادة الشفافية في قطاع إنتاج الألماس، لا سيما في إفريقيا، حيث يستغل بعض الجهات النافذة إنتاج الأحجار الكريمة بعيدًا عن الرقابة الرسمية.
تشمل الدول الإفريقية الأخرى المنتجة للألماس ناميبيا (1.9 مليون قيراط)، وغانا (174 ألف قيراط في عام 2015)، وغينيا (167 ألف قيراط)، وليبيريا (69 ألف قيراط)، وساحل العاج (15 ألف قيراط)، والكاميرون (2000 قيراط). (العربية)