كشفت دراسات حديثة وجود اختلافات كثيرة في العلاقة الحميمة بين المرأة والرجل أبرزها تفكير الرجل بالعلاقة الحميمة 34 مرة كل 24 ساعة، بينما تفكر المرأة بها 18 مرة، إلا أن الدراسات السريرية أثبتت أن النساء في غرفة النوم تعرفن أكثر.
أكثر من نصف الرجال ليسوا على دراية كاملة في غرف النوم
في دراسة قام بها فريق بحث في جامعة "بريغهام يونغ" في ولاية "يوتا" الأميركية، اكتشف الخبراء أن أكثر من نصف الأزواج يجهلون عدد المرات التي وصلت فيها زوجاتهم إلى النشوة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وهذا هو سبب رئيسي من مشاكل الحياة الزوجية، فالنساء اللاتي يعانين من جهل أزواجهن هن أكثر تعاسة.
وفي تقرير نشره موقع "ديلي ميل" قالت رئيسة قسم الممارسة السريرية في خدمة استشارات العلاقات أماندا ميجور: "عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الحميمة بين الأزواج، يمكن أن يكون هناك الكثير من سوء الفهم، وتتفاقم المشكلة إذا كان الرجال يسيئون فهم (نشوة) النساء لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى خيبة الأمل".
وخلال الدراسة التي أجريت على 3200 من المتزوجين حديثًا الذين تراوحت أعمارهم من 18 إلى 36 عامًا، أصاب التقدير من النساء 80% في معرفة مدى وصول أزواجهم إلى النشوة، بينما أخطأ 43% من الرجال في تقديرهم، حيث أفرط الرجال في عدد المرات بشكل خاطئ.
وتحدث الأزواج عن مدى رضاهم عن العلاقة الحميمة وكيف أن الحديث مع بعضهم البعض عن علاقتهم يجعلهم أكثر سعادة ويساعدهم في حل أكبر الأسباب التي تولّد المشاكل الزوجية بينهم.
وكشف الخبراء أن للعلاقة الحميمة بين الأزواج خمس مراحل يختلف تأثير كل منها نفسيًّا وجسديًّا على كل منهم.
المراحل الخمس للعلاقة الحميمة بين الأزواج
تسمى المرحلة الأولى "الفراشات" وهي المرحلة الأولى التي يبدأ فيها الزوجان بالتعارف على بعضهما البعض، تشابهت الأعراض التي لاحظها الأزواج والتي تميزت بالافتتان الشديد والانجذاب الجنسي الواضح، ما تسبب في فقدان الوزن بنسبة 30% ونقص الإنتاجية بنسبة 39%، فمن الناحية البيولوجية تفيد التقارير أنه خلال هذه المرحلة المبكرة من التعارف يقوم كل من الرجال والنساء بإنتاج المزيد من هرمونات التستوستيرون الجنسية والإستروجين، ونتيجة لذلك أشار 56% إلى زيادة في الرغبة الجنسية لديهم.
المرحلة الثانية تسمى "البناء" حيث يبدأ الزوجان في بناء علاقتهما، ويفكر كل منهما في كيفية تطوير العلاقة بينه وبين الشريك، وهو ما يعرف بالقلق السعيد، الذي أشار بـ44% من الأزواج إلى أنهم يتعرضون لقلة النوم والقلق والتوتر، بينما أشار 29% إلى شعورهم بضعف قدرتهم على الانتباه.
وتتطور المرحلة الثالثة لدى الأزواج لتصل إلى مرحلة "الاستيعاب" فبعدما يتأكد أحد الزوجين أن الشريك هو الشخص المناسب له، يبدأ بالتفكير حول ما كانت العلاقة ذاتها علاقة "سليمة"، وهو ما يتسبب في ارتفاع نسب الإجهاد إلى 27% من الأزواج.
يبدأ 15% من الأزواج في التفكير حول تقبل الشريك لحقيقته وهي المرحلة الرابعة، فهنا تسقط أقنعة الصور المنمقة والسلوكيات المحسوبة، ويعيش الأزواج بشكل طبيعي تحت تأثير ضغوط الحياة والعمل، ويظهر الوجه الحقيقي لكل منهم في الحياة، وتدور الأفكار في مدى صدق الآخر في إظهار سعادته ورضاه عن العلاقة الحميمة وسط تلك الأجواء المليئة بالمشاكل.
لا ينجح الكثير في الوصول إلى المرحلة الخامسة بسلام، فإذا تمكن الزوجان من التغلب على الانهزامية العاطفية في المراحل الأربع الأولى فإن المرحلة الخامسة والأخيرة تكون هي الوصول إلى الاستقرار الذي يجلب معه مستويات كبيرة من الثقة والألفة، ومن الناحية البيولوجية يفرز الجسم في تلك المرحلة هرمون "فاسوبريسين" وهو هرمون قوي يطلقه الرجال والنساء أثناء النشوة الجنسية يعزز الشعور بالارتباط، ولدى المرأة يساعد هرمون "الأوكسيتوسين"، الذي يتم إطلاقه أثناء الولادة، إلى زيادة مشاعر التعلق.
ويقول الدكتور بابادوبولوس: "هذه هي المرحلة التي نشهد بها مستويات حقيقية من الرضا".
(روتانا)