كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيوزويك" الأميركية، أنّ طلاب المدارس المسائية التي تبدأ في وقت متأخّر من اليوم ويحصلون على قسطٍ أكبر من النوم، تحسّن تحصيلهم الدراسي وحضورهم اليومي للمدرسة.
واستندت الدراسة إلى تجربة في مدينة سياتل الأميركية، عندما قامت المدارس العامة بإصلاحات جذرية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية. ونظر باحثون من جامعة "واشنطن" إلى نوم المراهقين الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم، عندما تمّ تأخير وقت بدء الدراسة من 7:50 إلى 8:45 صباحاً.
وقال الباحثون إنّ الطلاب الذين شاركوا في الدراسة زادت درجاتهم بنسبة 4.5%، وتحسنت تحسناً طفيفاً في متوسط معدلات الحضور.
وتطرق البحث إلى الفوائد الصحية والأكاديمية التي يمكن أن يجنيها الطلاب إذا ما تمّ تأخير وقت بدء المدرسة، ولكنّه حذر من أن هناك عوامل مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر التي يمكن أن تعيق جني الفوائد.
وقام الباحثون بجمع البيانات عن طريق أجهزة رصد النشاط الموجودة على معصم المشاركين، ووجد الباحثون أنّه عندما نام المراهقون لفترة أطول بمعدل 34 دقيقة إضافية، زاد إجمالي عدد متوسط الساعات من 6 ساعات و50 دقيقة إلى 7 ساعات و24 دقيقة.
ويوصي العديد من الباحثين في دراسات سابقة، بأنه يجب على المراهقين الحصول على 8 إلى 10 ساعات من النوم كل ليلة وهو أمر صعب، خاصة مع وجود الأجهزة الإلكترونية التي تعيق نومهم.
وقارن العلماء عادات النوم في عام 2016 عندما تمّ تغيير الوقت لـ 8:45 مع عادات النوم في عام 2017 بعد أن عاد وقت المدرسة لـ 7:50، ووجدوا أن الساعة الداخلية للمراهقين قامت بأداء أفضل عندما تمّ السماح لهم بالنوم لمدة أطول، كما أن نشاطهم اختلف.
وقال المؤلف الرئيسي جيدون دونستر: "لقد أظهرت الأبحاث حتى الآن، أنّ الإيقاعات اليومية للمراهقين تختلف اختلافا جوهريا عن تلك الخاصة بالبالغين والأطفال"، مضيفاً: "كل الدراسات حول أنماط نوم المراهقين في الولايات المتحدة، تظهر أن الوقت الذي ينام فيه المراهقون عادة ما يكون محدداً بشكل بيولوجي، لكن الوقت الذي يستيقظون فيه يتحدّد اجتماعياً".
وأشار إلى أنّ "هذا له عواقب وخيمة على الصحة والراحة، لأنّ الإيقاع اليومي المتقطع يمكن أن يؤثر سلباً على الهضم، ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ووظائف الجهاز المناعي، ومدى الانتباه، والصحة النفسية".