كشف تحليل شامل جديد لأنماط الوفيات عبر كل من الأنواع البشرية وغير البشرية، عن عدم قدرتنا على الهرب من الشيخوخة حتى مع زيادة متوسط العمر المتوقع واكتشاف طرق جديدة لقهر الشيخوخة.
ويقول الإحصائي فيرناندو كولشيرو، من جامعة جنوب الدنمارك: "بغض النظر عن عدد الفيتامينات التي نتناولها، أو مدى صحة بيئتنا، أو مقدار التمارين التي نمارسها، فسنتقدم في العمر ونموت في النهاية".
وفي دراسة دولية جديدة أجراها كولشيرو و39 عالما آخر، وجد الفريق أن معدل الشيخوخة ثابت نسبيا لدى الأنواع، حتى لو تمكنت من اكتشاف طرق لتحقيق أقصى قدر من البقاء على قيد الحياة، ما يؤدي إلى أن يعيش الأفراد حياة أطول في المتوسط.
وفي حين أن الحد الأقصى لعمر الإنسان زاد بثبات بنحو ثلاثة أشهر كل عام منذ منتصف القرن التاسع عشر، فإن هذا لا يعني بالضرورة أننا اكتشفنا بالفعل طريقة لإبطاء الشيخوخة البيولوجية أو تجاوز ما يمكن أن يكون حدا صعبا لطول عمر الإنسان.
وبدلا من ذلك، فإن وجهة نظر بديلة - تسمى فرضية "المعدل الثابت للشيخوخة" - تنص على أن معدل الشيخوخة داخل النوع ثابت، ما يشير إلى أن المكاسب في متوسط العمر المتوقع لا تظهر دليلا على عمليات الشيخوخة البطيئة، ولكنها تعكس بدلا من ذلك مستويات أقل من الموت عند الشباب بمرور الوقت.
ويقول عالم السكان، خوسيه مانويل أبورتو، من جامعة أكسفورد: "في المجتمعات التاريخية، كان متوسط العمر المتوقع منخفضا لأن الكثير من الناس ماتوا في سن مبكرة. ولكن مع استمرار التحسينات الطبية والاجتماعية والبيئية، زاد متوسط العمر المتوقع. وأصبح المزيد والمزيد من الناس يعيشون لفترة أطول الآن. ومع ذلك، فإن المسار نحو الموت في سن الشيخوخة لم يتغير".
وفي الدراسة، نظر الفريق في العلاقة بين متوسط العمر المتوقع (متوسط العمر الذي يموت فيه الأفراد) والمساواة في العمر (الذي يقيس تركيز الوفيات في مختلف الأعمار). وتعني المساواة العالية في مدى الحياة أن معظم الناس يعيشون حتى سن الشيخوخة، في حين أن المساواة المنخفضة في العمر تعني موت الناس في مجموعة من الأعمار الموزعة.
وقورنت أنماط الوفيات هذه عبر مجموعة متنوعة من السكان (بما في ذلك الشعوب من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، والسجلات من مجموعتين من الصيادين والجامعيين) إلى جانب مع بيانات من 30 من الرئيسيات غير البشرية، بما في ذلك القرود والبابون والغوريلا والشمبانزي.
وفي النهاية، يشير التحليل إلى أن النمط العام نفسه للوفيات موجود عبر المجموعات، ما يشير إلى الاختلافات في متوسط العمر المتوقع والمساواة في العمر مدفوعة في المقام الأول بالاختلافات العمرية التي يموت فيها الشباب من السكان، وليس الاختلافات نفسها لدى كبار السن.
وإذا كان من الممكن زيادة المساواة في العمر - مع عدد أقل من الأفراد يموتون صغارا - فإن السكان يميلون عموما إلى العيش لفترة أطول، كما يقول الباحثون، ولكن القليل من الأدلة حتى الآن تشير إلى أن تباطؤ أو تأخير الشيخوخة لدى الأفراد البالغين الأكبر سنا له تأثير كبير على متوسط العمر المتوقع.
وتقول عالمة الأنثروبولوجيا التطورية سوزان ألبرتس، من جامعة ديوك: "يتقدم السكان في السن في الغالب لأن المزيد من الأفراد يمرون بتلك المراحل المبكرة من الحياة".
ويقر الباحثون بأن الانخفاض في مستوى خط الأساس لوفيات البالغين منذ منتصف القرن العشرين "لعب على الأرجح دورا متزايد الأهمية في المجتمعات الصناعية". ولكن حتى الآن، لا نرى إشارة ضخمة لذلك في البيانات.
وبخلاف ذلك، يشير البحث إلى أن التحسينات في البيئة - على سبيل المثال، الوصول إلى الطب الحديث والتغذية الجيدة، في السياق البشري - من غير المرجح أن تترجم إلى عمليات شيخوخة أبطأ يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في العمر.
ولكن الباحثين يقولون إن هذا يظل احتمالا، حتى لو كانت النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى مكان آخر.
وكتب معدو الدراسة في ورقتهم البحثية: "يبقى أن نرى ما إذا كانت التطورات المستقبلية في الطب يمكن أن تتغلب على القيود البيولوجية التي حددناها هنا، وتحقق ما لم يحققه التطور