لعل تلك الصورة التي تداولها صحافيون وناشطون أفغان خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل لخير دليل على الوضع الاقتصادي المزري الذي باتت تعيشه البلاد.
ففي حين لم يعرف أي تفاصيل عن اسم الطفل أو مكان إقامته، أو حتى الشارع الذي التقطت فيه، أفاد صحافيون أفغان على تويتر بأن الصغير يشاهد يوميا في نفس المكان، حيث يدأب خلال ساعات اليوم الطويلة على مسح أحذية المارة مقابل 20 سنتاً.
على ضوء مصباح
فيما يمضي وقت فراغه محاولا الدرس، وإن على ضوء "مصباح صغير يحمله في جيبه".
يشار إلى أن أفغانستان التي تعاني أصلا من أزمة اقتصادية، تفاقم فيها الوضع المعيشي منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم، منتصف أغسطس الماضي (2021).
ويعاني آلاف الأفغان من الفقر والجوع، ما دفع بعضهم حتى إلى بيع صغارهم، بحسب ما أكد مواطنون محليون سابقا لوكالة فرانس برس.
نحو حافة المجاعة
فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الاثنين أن أحدث البيانات تظهر أن هناك الآن أكثر من 45 مليون شخص يسيرون نحو حافة المجاعة في أفغانستان.
وقال مديره التنفيذي ديفيد بيسلي، بعد زيارة إلى البلاد، بحسب ما نقلت فرانس برس إن "أسعار الوقود ترتفع، وأسعار المواد الغذائية أيضا، والأسمدة صارت أغلى، وكل ذلك يغذي أزمات جديدة في البلاد"
تناول الجراد أو أوراق الأشجار
كما أشار إلى أن العائلات التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد تُجبر على "اتخاذ خيارات مدمرة" مثل تزويج الأطفال مبكرا أو إخراجهم من المدرسة أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار. وأردف "تقارير إعلامية كشفت أيضا أن أسرا أجبِرت على بيع بناتها في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة".
إلى ذلك، أضاف أن موجات الجفاف المتعددة في أفغانستان تزامنت مع الانهيار الاقتصادي ودفعت عائلات إلى حافة الجوع.