أخذت نيوزيلندا جهود الحرب العالمية على التدخين إلى مستوى غير مسبوق، إذ قررت منع بيع السجائر نهائيا للأجيال الجديدة، حتى لا يتمكن الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما من شراء التبغ قانونا.
وبحسب القرار الذي أعلنته نيوزيلندا نهاية العام الماضي ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ العام الحالي، لن يتمكن مواليد 2008 من شراء التبغ ومنتجاته حتى بعد وصولهم السن القانونية، مع رفع سن التدخين القانونية تدريجيا كل عام، في محاولة للوصول إلى هدفها المتمثل في جعل البلاد خالية تماما من التدخين في غضون السنوات الأربع المقبلة.
قرار نيوزيلندا لا يأتي بمعزل عن غيرها من الدول، فعلى مدى سنوات وعقود سعى العديد من الدول للحد من التدخين، وفرض العديد من الإجراءات لمنعه، فكيف كانت تلك الإجراءات؟
ماذا يعني تدخين السجائر؟
التدخين، هو استنشاق وزفر أبخرة ناتجة عن حرق مواد نباتية، عادة ما تكون التبغ. وبحسب وزارة الصحة الأسترالية، يحتوي التبغ على النيكوتين، وهو عقار يسبب الإدمان ويمكن أن تكون له تأثيرات نفسية محفزة ومهدئة.
ويضيف صانعو التبغ مكونات أخرى إليه عند معالجته للسجائر والسيجار وغيرها من المواد الكيميائية السامة المسببة للسرطان، والتي تؤثر على الصحة.
إلى أي مدى مضر؟
في بداية القرن العشرين، كانت منتجات التبغ الأكثر شيوعا هي السيجار وتبغ الغليون وتبغ المضغ، وكان الإنتاج الضخم للسجائر في بدايته.
ورغم أنه كان يعتقد حينها أن منتجات التبغ تسبب بعض الآثار الصحية الضارة، فقد اعتبر أيضا أن للتبغ خصائص طبية، مما جعل العديد من العلماء في ذلك الوقت يدعون إلى استخدامه من أجل تأثيرات مثل تحسين التركيز والأداء، وتخفيف الملل، وتحسين الحالة المزاجية، وفقا لـ"بريتانيكا" (Britannica).
وبحلول القرن الحادي والعشرين، أدرك العالم أن التبغ يسبب الإدمان، وأن مخاطره متنوعة، وأبرزها بحسب منظمة الصحة العالمية:
يودي التدخين كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة في أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة، ونحو 1.2 مليون من غير المدخنين لكنهم يتعرضون لدخانه دون إرادتهم.
يزيد استخدامه من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق والحلق والمريء وجوف الفم (بما يشمل سرطان الفم واللسان والشفاه واللثة)، بالإضافة إلى أمراض الأسنان المختلفة الأخرى.