أطلق فنان تصميم فلبيني مقيم بلندن هذا الأسبوع، بالتعاون مع مصمم المجوهرات البريطاني فرانسيس وادزورث جونز، أحدث نسخة من مجموعة مجوهرات الرئيس الفلبيني الأسبق فيردناند ماركوس وزوجته إيميلدا ماركوس.
وأوضح الصحفي أوليفر باشيانو في تقرير نشره بصحيفة "غارديان" (theguardian) البريطانية، أن الفنان الفلبيني بيو أباد أعاد إنشاء مجموعة ضخمة من الأحجار الكريمة رقميا، كانت إيميلدا قد حاولت تهريبها خارج البلاد عام 1986، عندما اُطيح بزوجها من الرئاسة ونُفيت هي وأطفالها إلى هاواي.
يقول أباد: "أحاول بلا نهاية أن أصل إلى الحقيقة الدقيقة لهذا التاريخ، هناك انتخابات مقبلة في الفلبين ويتصدر الابن ماركوس جونيور استطلاعات الرأي حاليا. فقدان الذاكرة التاريخي في الأجواء".
المثمن في دار مزادات كريستيز وسوثبي يفحص المجوهرات التي صادرتها الحكومة الفلبينية (الفرنسية)
خلال فترات ولايته الثلاث رئيسا للفلبين منذ عام 1965، تمكّن الرئيس الفلبيني فيردناند ماركوس وزوجته إيميلدا من اقتطاع نحو 10 مليارات دولار من أصول الدولة من خلال بنوك خارجية.
وعلى مدى عقد من الزمان، كان الفنان يعمل تحت عنوان مجموعة جين رايان وويليام سوندرز، في إشارة إلى الأسماء المستعارة التي استخدمها الزوجان ماركوس مع البنك السويسري.
ويقول أباد كان من الممكن أن توفر مجموعة من أساور إيميلدا لقاحات لآلاف الأطفال، ويحتوي تاج واحد من كارتييه على أكثر من 21 مترا بحساب السطح صنعها وادزورث جونز بشق الأنفس.
ومن موقع الويب الخاص بالمركز الثقافي للفلبين، وهو مؤسسة فنية افتتحتها إيميلدا ماركوس بنفسها، سيتمكن الأشخاص من وضع صور ثلاثية الأبعاد للجواهر، أو ارتداؤها باستخدام تطبيق واقع افتراضي.
ويقول أباد "أحب أن أعتقد أن المعرض يمكن أن يصبح مكانا للتعويض، حيث يمكن تحقيق العدالة، مهما كانت صغيرة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها الفنان النسخ، فقد تم استخدام الملفات الرقمية في الأصل لإنشاء نسخ طبق الأصل مطبوعة ثلاثية الأبعاد، مصنوعة من البلاستيك الأبيض الباهت، لعرضها في بينالي هونولولو عام 2019. ويقول أباد "كان الأمر كما لو أن هذه المجوهرات عادت إلى مسرح الجريمة، ولكن ربما كأشباح. لقد كانت نسخة غير مشبعة من الأحجار الكريمة اللامعة".
إلى جانب كل سوار وقلادة بالمعرض، يتم عرض لوحة صغيرة تشير إلى القيمة السوقية، وما كان يمكن أن يدفع ثمنا لها من البنية التحتية الوطنية أو المساعدات الحكومية.
ويقول أباد إن "الماس الوردي على سبيل المثال كان يمكن أن يشتري مطارين. وكان يمكن لمجموعة من الأساور أن تقدم لقاحات لآلاف الأطفال. أردنا أن ينظر إليها ليس من أجل قيمتها الجمالية، ولكن من منظور الاحتمالات المؤلمة التي ضاعت".