شغل فيديو لطيف، العديد من اليمنيين على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، بعد أن أظهر جملاً يدخل محلا تجاريا لبيع الفضيات في منطقة الأسواق بصنعاء القديمة.
وفور رؤية الحيوان على العتبة قفز الباعة إلى ما وراء الطاولة بخفة ورشاقة خلال ثوان معدودات، كونهم لم يألفوا هذا المشهد من قبل.
ونظراً لضيق المكان الذي أطل منه الجمل، دبّ الرعب في قلوبهم، خصوصاً وأن رفسته وعضته مؤلمتان للغاية.
صناعة عريقة تأثرت بزمن الحرب
كما انهالت التعليقات على هذا المشهد غير المألوف في العاصمة صنعاء، وتحديداً في سوق صنعاء القديمة الذي يضم سوقاً خاصة بالمشغولات الفضية مثل المرجان والعقيق والأقراط والأساور والخواتم وغيرها.
ولم تخل تعليقات النشطاء من النكات مشيرين إلى الجمل حيوان أليف مثله مثل الخروف ولكن الصغار اعتقدوه أسداً للوهلة الأولى.
معاصر بإدارة الجمال
في حين رجح البعض أن يكون هذا الجمل قد خرج لربما لتوه من أحد معاصر إنتاج زيوت السمسم الطبيعي التي تستخدم الجمال في تلك المهمة، حيث يقوم الجمل بالدوران لتشغيل المعصرة قُرابة 8 ساعات متفرّقة خلال اليوم الواحد، مُغمض العينين حتى لا يُصاب بالدُوار نتيجة حركته الدائرية حول المعصرة طيلة الوقت.
ويستمر دورانه حول إناء مصنوع من الحجر مملوء بكميات من حبوب السمسم يجر خلفه خشبة سميكة صُممت بعناية فائقة لتتحمل على متنها حجرا آخر من الرخام.
7 معاصر تقليدية عمرها مئات السنين
وتعتبر هذه الصناعة إحدى الحرف التراثية التي اشتهرت بها اليمن عبر مئات السنين، وقد تأثرت في زمن الحرب بعد أن كانت مصدر دخل للكثيرين بسبب إقبال السياح الأجانب على شراءها واقتنائها عند زيارتهم للعاصمة.
كما لا تزال هذه التجارة تعاني من الركود جراء الظروف الأمنية في البلاد التي انعكست بقوة على هذا القطاع.
يذكر أن تلك المعاصر التقليدية تكثر في أحد أسواق صنعاء القديمة، التي تعد من المعالم التراثية للبلاد، ويصل عمر بعضها مئات السنين، أبرزها "معصرة باب اليمن"، التي ورثها وهي واحدة من 7 معاصر تقليدية فقط ما تزال قائمة في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي.