في مقطع فيديو انتشر عام 2020 مثل النار في الهشيم ظهر الطفل الأسترالي كوادن بايلز وهو يبكي بشكل هيستري داخل سيارة والدته ويطلب سكينًا لقتل نفسه، شاكيا من تعرضه لتنمر لا يمكن تحمله بسبب السخرية والاستهزاء الذي يتعرض له نظرا لإصابته بالتقزم.
هل تتذكرون هذا الطفل الذي كان يبلغ حينها 9 أعوام، والذي حصل وقتها على دعم كبير من المشاهير في أنحاء العالم؟ اليوم وبعد مرور عامين على
الفيديو الشهير، يحصل كوادن بايلز على فرصة لتأدية دور في فيلم جديد من
سلسلة الأفلام المعروفة "ماد ماكس" (Mad Max).
وفي التفاصيل التي أوردتها شبكة "سي إن إن" (CNN) الإخبارية الأميركية، فقد اختار المخرج جورج ميلر -الحائز على جائزة الأوسكار- الطفل البالغ من العمر الآن 11 عامًا في دور صغير في فيلم (Furiosa)، وهو امتداد لفيلم (Mad Max: Fury Road) الذي حقق نجاحًا كبيرًا عام 2015.
وكشف ميلر في مقابلة مع مجلة Good Weekend، نُشرت السبت الماضي، أنه سعى لوضع بايلز على شاشة السينما بعد مشاهدة
الفيديو المؤلم الذي شاركته والدته معه في فبراير/شباط 2020.
وشارك الصبي المولود بنوع من التقزم المعروف باسم الودانة، بالفعل في فيلم جديد آخر لميلر عنوانه (Three Thousand Years of Longing) أو "3 آلاف عام من الشوق"، جنبا إلى جنب مع إدريس إلبا وتيلدا سوينتون.
وعن هذا الدور، يقول ميلر لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية "كانت مشاركة جيدة بالنسبة لنا وكانت جيدة له.. وقد قام بعمل جيد لدرجة أنه حصل على دور صغير في (Furiosa).
بداية الشهرة
وكانت بداية تحول كوادن من ضحية يتمنى الموت إلى نجم عالمي، قبل عامين عندما نشرت والدته مقطعا مصورا له وهو يبكي بسبب تنمر أصدقائه عليه لإصابته بالتقزم، حيث نال تعاطفا عالميا أحال حزنه إلى سعادة بالغة.
وفي الفيديو المذكور يظهر كوادن وهو يبكي بألم أثناء عودته من المدرسة بعد أن سخر أحدهم منه، وكان يقول "أتمنى لو أن أحدهم يقتلني، أو يعطيني حبلا كي أقتل نفسي.. أريد أن أموت، أنت لم تفعلي أي شيء لمساعدتي".
ومن وراء كاميرا الهاتف كانت والدته تتحدث عن معاناة
العائلة بأسرها من التنمر، وتطالب الأهالي بتثقيف أطفالهم ليفهموا خطورة هذا السلوك المدمر، مشيرة إلى أن طفلها اعتاد أن يعبر عن رغبته في الموت منذ سن السادسة بسبب التنمر، وأنها تشعر بالفشل لوقوفها عاجزة أمام ما يتعرض له من إهانة كل يوم.
وخلال فترة قصيرة حظي الفيديو بملايين المشاهدات، على مواقع التواصل الاجتماعي، كما اهتمت به كبرى وسائل الإعلام في أستراليا وحول العالم، لتنهال رسائل التضامن على كوادن، وتتحول إلى موجة عالمية من التعاطف معه ضد التنمر.
وعقب هذه الضجة، روج عدد من المنابر الإعلامية والصفحات الاجتماعية تقارير مفادها أن كوادن يبلغ في الحقيقة 18 عاما، وأنه
ممثل كوميدي واخترع القصة بأكملها بهدف الربح المادي.
لكن عدة مواقع متخصصة في التأكد من صحة الأخبار، نفت هذه التقارير، وأكدت أن قصة الطفل حقيقية، وقالت إنه جرت استضافته قبل أعوام، من طرف قناة أسترالية للحديث عن حالته حين كان عمره لا يتجاوز 4 سنوات."الجزيرة"