وقع مرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة في معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت مع مرصد الوظيفة العامة والحكم الرشيد في جامعة القديس يوسف في بيروت، مذكرة تفاهم تلحظ تشكيل إطار تعاوني يهدف إلى تحقيق تقدم كبير في ممارسات الحوكمة، ورفع جودة الخدمة العامة، وتمكين الشباب وتعزيز المواطنة النشطة.
وقد أقيم حفل توقيع مذكرة التفاهم هذه في الجامعة الأميركية في بيروت. وحضر حفل التوقيع رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ووكيل الشؤون الأكاديمية فيها الدكتور زاهر ضاوي والمدير المؤسس لمرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة والأستاذ المحاضر في العلوم السياسيّة فيها الدكتور سيمون كشر وأعضاء اللجنة التوجيهية للمرصد بالإضافة إلى نواب رئيس الجامعة والعمداء والأكاديميين الكبار.
كما حضر عن جامعة القديس يوسف في بيروت رئيسها البروفسور سليم دكاش اليسوعي ومدير مرصد الوظيفة العامة والحكم الرشيد وأستاذ العلوم السياسية والإعلام البروفسور باسكال مونان، ونواب رئيس الجامعة والأمين العام البروفسورة ندين رياشي حداد ومديرة دائرة المطبوعات والتواصل السيدة كريستين عميرة، وعدد من الإداريين والأكاديميين الكبار من الجامعتين.
خوري
ورحب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، بالحضور، وقال :"لطالما شعرت أن هاتين الجامعتين تتحملان مسؤولية كبيرة عن عافية هذا البلد. ومنذ ما يقارب عقدا من الزمان، ومنذ أن زرت الأب سليم لأول مرة، آمنت أنه يتعين علينا قبول هذه لمسؤولية. ولكن في هذه اللحظة الفريدة، أصبحت مسؤوليتنا أكبر ... وتمتد إلى جميع جوانب المواطنة. لذا،آمل أن تكون هذه الشراكة الدائمة قادرة على تحقيق خير عظيم لشعب لبنان والمنطقة، وتحديدا لدولة لبنان وليس فقط الأفراد فيه".
تحدث رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكاش اليسوعي، تحدث عن النداء المشترك الذي أطلقته الجامعتان منذ سنوات والذي شدد على "فكرة المواطنة والعمل المشترك، وعلى أن الجامعتين ملتزمتان التزاما فاعلا بالعمل في سبيل إنهاض وإصلاح لبنان".
وأردف:"من الواضح أن ما وصلنا إليه اليوم هو نتيجة عمل.صحيح هناك متغيرات أمنية وسياسية، على صعيد المنطقة وعلى صعيد البلد، إلا أنه لولا الحاضنة الفكرية التي عملنا عليها معا، والتي أعطت فعلا وأثرا في نفوس الشباب والشابات في مجتمعاتنا الأكاديمية والجامعية، ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم".
وأضاف دكاش:"اليوم، علينا أن نبدأ من جديد حتى نصل إلى لبنان أفضل، وإلى مجتمعات أفضل، وإلى ازدهار وسلام، ولننقذ مؤسساتنا، ولننقذ أيضا ممتازية مستوى القطاع الجامعي والأكاديمي في البلد، فتعود هذه المؤسسات لتعطي الأفضل للبنان والمنطقة وما أبعد من المنطقة".
وسيعمل بمذكرة التفاهم هذه لمدة ثلاث سنوات، وهي ستؤسس شراكة تهدف إلى تعزيز ممارسات الحوكمة الشفافة، وتحسين الأطر، ودعم وتعزيز المعايير الأخلاقية، ورعاية المشاركة العامة من خلال إشراك المجتمع الأوسع وتشجيع المشاركة النشطة في المناقشات وتطوير السياسات.
وستسعى هذه المذكرة أيضا إلى تشجيع انخراط المجتمع المدني من خلال توفير منصات لأصحاب الاهتمام المتنوعين لتطوير حلول مبتكرة. وستركز هذه الجهود على تطوير قادة مستقبليين من خلال الدعوة إلى مشاركة الشباب وبناء قدراتهم، وتزويدهم بالأدوات اللازمة للمناداة الفعالة بالسياسات. كذلك تهدف هذه المبادرات إلى المساهمة في الأدبيات الأكاديمية والتطبيقات العملية، لضمان مقاربة شاملة.
وقال مدير مرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة الدكتور سيمون كشر: "هذا اليوم يشكل لحظة محورية للبنان، وتوقيع مذكرة التفاهم هذه بين مرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت ومرصد الخدمة العامة والحوكمة الرشيدة في جامعة القديس يوسف يشكل بداية مجهود تعاوني حيوي لمستقبل وطننا. في هذه الأوقات الصعبة حيث يقف لبنان على مفترق طرق، لا يسعنا التشديد كفاية على أهمية الحوكمة الرشيدة والمواطنة الفاعلة وإصلاح القطاع العام".
أضاف الدكتور كشر: "هذه ليست فقط فرصة سانحة بل مسؤولية، لتثمير عزم التغيير في إنشاء مؤسّسات قوية وشفافة ستخدم كل مواطن بنزاهة وتحت المساءلة. سويّة يجب أن نلتقط هذه الفرصة الذهبية لإرساء أُسس وطن حقيقي ومستدام متجذّر في العدل وتكافؤ الفرص والالتزام بالصالح العام للبنان".
وقال مدير مرصد الوظيفة العامة والحكم الرشيد في جامعة القديس يوسف في بيروت، البروفسور باسكال مونان، قال:"تمثل هذه الشراكة مع مرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة في الجامعة الأميركية في بيروت تحالفا استراتيجيا مبنيا على القيم المشتركة والقوى المتكاملة. معا، نجمع عقودا من الخبرة المشتركة والشبكات الواسعة والخبرة العميقة في إصلاح الحوكمة. ويأتي تعاوننا في لحظة مفصلية حيث يحتاج لبنان إلى مؤسّسات قوية وإلى استعادة الثقة العامة أكثر من أي وقت مضى".
أضاف مونان : "من خلال توحيد القوى، نهدف إلى تسريع مبادرات إعادة بناء الدولة من خلال العمل المنسق والموارد المشتركة، كما من خلال الدعوة إلى إصلاحات سياسية قائمة على الإثبات ومبنية ضمن سياق مناسب وتعالج التحديات الفريدة التي يواجهها لبنان، وخلق أطر حوكمة مستدامة من شأنها أن تصمد أمام الضغوط المستقبلية، وأن تمكّن الأجيال القادمة وتزودها بالأدوات اللازمة للمواطنة الفعالة والمشاركة المدنية."
وسيعمل هذا التحالف كنقطة محورية لتعزيز التنمية المجتمعية المستدامة. وستشمل الشراكة مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل البرامج التعليمية وورش العمل والبودكاست والفعاليات المجتمعية والموائد المستديرة للسياسات والمنتديات والندوات والبحوث وتحليل السياسات والمنشورات ومبادرات بناء القدرات والمنصات التعاونية وجهود الانخراط العامة. كذلك، ستجري متابعة مبادرات التمويل لضمان النمو المستمر وتأثير هذه المشاريع التعاونية.