كرّمت مؤسّسة "أرض المبدعين" تحت شعار "الإعلام حمى لبنان"، عدداً من الإعلاميين المتميّزين يتقدّمهم وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري الذي رعى الاحتفال وحضره حشد من الوجوه الثقافية والفكرية والنقابيين والمدراء العامين ونحو 400 إعلامي.
استهلّ الاحتفال بفيديو عن مؤسسة "أرض المبدعين"، تبعه دخول المكرّمين على وقع نشيد المؤسسة، فالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ ألقت عرّيفة الإحتفال الإعلاميّة مارغوريتا زريق كلمة رحّبت فيها بالحضور، منوّهة بالدور الذي لعبه الإعلام الحر في الظروف الصعبة.
بكاسيني
بعد ذلك قدّم الفنان نقولا الأسطا لوحة فنّية مع فرقة "المجد"، ثم تطرّقت الإعلامية هلا المر إلى "مسيرة الوزير المكاري المميّزة على رأس وزارة الإعلام". وأسهب رئيس المؤسسة كمال بكاسيني في الإشادة بمزايا المكاري وحسن أدائه "ولا سيّما دفاعه عن المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والذي استحقّ عن جدارة درعاً تكريميّة كتب عليها "الوزير المبدع"، رغم أنّ المؤسسة لا تخصّ السياسيين بالتكريم".
أضاف: "عندما يصنع الإعلام نجوماً من ورق، يرتّب علينا مسؤولية وطنيّة وهي أن نسلّط الضوء على إعلاميين من ذهب".
وتابع: "على مر الأزمنة تغيّر تقريباً كل شي لكنّ الاكيد أنّ هوية الجلّاد لم تتغيّر يوماً وكذلك هوية الضحيّة: رجال السياسة عندنا هم الجلّادون وأهلنا هم الضحايا. فكانت الوسيلة المعتمدة دائماً الإعلام الذي يملك وحده القدرة على جعل المذنب بريئاً والبريء مذنباً. ولإنّ مؤسستنا تؤمن بدور الإعلام وأهميته في حماية البلد وأبنائه، سنسلّط الضو كل سنة كما وعدناكم، على إعلاميات وإعلاميين تميّزوا بالنزاهة والصدق والشفافية والإبداع المهني والوطنية ونقل الصورة الأجمل عن بلدنا ومجتمعاتنا".
وقال: "أنتم الإعلاميون الصورة الأجمل عن وطننا لبنان؛ أنتم قاومتم وصمدتم ولم تغيّروا مبادئكم ومعتقداتكم والقيم التي تربّيتم عليها، وبرهنتم حبّكم لعملكم وتفانيكم في خدمة مجتمعاتكم وأهلكم وتستحقّون التكريم والتقدير وأن نرفع أسماءكم عالياً. لبنان سيرجع لأنّنا للمرّة الأولى بعد التسعين بات لنا رئيس جمهوريّة وحكومة فيهما كل الأمل وسنقدّم لهما كمؤسسة وأفراد من الكفاءات في كل المجالات، كل السند و الدعم".
وختم: "اليوم اجتمعنا لنقول إن هذا التكريم مليء بالحب والوطنية والإحترام والشكر والتقدير لعملكم ولدفاعكم عن لبنان وشعبه، وأنتم تستحقون درع "الإعلام حمى لبنان" عن الإبداع والتميّز".
المكاري
وألقى المكاري كلمة من وحي المناسبة قال فيها: "أتحدّث إليكم في آخر احتفال لي مع هذا العدد الكبير من الإعلاميات والإعلاميين قبل أن تنتهي مهامي كوزير، فعندما دعاني كمال، اعتقدت أنّي سأكون أنهيت مهامي في الوزارة لأنّ ثقافة التمديد رائجة عندنا، وثقافة التأجيل والانتظار للأسف، هذا يؤذي البلد بشكل لا أحد يدركه أو يتصوّره".
أضاف: "أنا أكلّمكم من رغبة حقيقية نابعة من القلب، أرغب في أن أتوقف عن مزاولتي مهامي في الوزارة، بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، وفي أسرع وقت، لسببين: الأول أنّه ينبغي أن تكون لنا حكومة جديدة كي تنهض بالبلد، والثاني هو توفير الفرص لأناس جدد يتسلّمون المهمات. أتمنّى من صميم قلبي أن يكون الخلف وزيرة لأنّ المرأة اللبنانية تستحق، وكلامي هذا نابع من خبرة، لأنّي عملت مع فريق غالبيته من النساء، طبعاً كان هناك "نقار" ولكن كان هناك عمل وإنتاجية وإبداع، وقد حقّقنا كل ما كنّا نصبو إليه في ما يتعلّق بالوزارة".
وحيا "شهداء الإعلام في لبنان الذين سقطوا في هذه الحرب المدمّرة لبلدنا والذي لم يكن يستحقّ ذلك؛ وأيضاً لكل إعلاميّة وكل إعلامي كانوا على الخطوط الساخنة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ المشهد الإعلامي في لبنان ليس صغيراً البتّة، لماذا؟ لأنّ لبنان مؤكّد "أرض المبدعين"، ولكنّه أيضاً أرض الحرية، وحرية التعبير في لبنان أغلى وأكبر هدف كنت أنشده من اليوم الأول لتبوّئي الوزارة".
وقال: "عندما سئلت في مستهلّ عملي الوزاري كيف ستتعاطى مع الإعلاميين؟ أبالتضييق عليهم؟ أحبت: طبعاً لا فالمهمة الأولى لوزير الإعلام هي حماية الإعلاميات والإعلاميين. وأتمنّى أن يرفع الخلف هذا الشعار ويضعه نصب عينيه ويعمل على هذا الأساس".
وختم: "أنا سعيد مع مغادرتي الوزارة بأنه باتت لي عائلة كبيرة هي أنتم وهذا ما يشعرني بالكبر والفخر".
ثم توالى التكريم بدءاً من "تلفزيون لبنان"، الذي وصفه بكاسيني "بالتلفزيون الرائد في المنطقة والذي عكس العهد الذهبي الذي عرفه لبنان في الستينيات، وجعلته الزبائنية في التوظيف يخسر مقوّمات نجاحه ويتراجع إلى مراتب دنيا، على أمل أن يستعيد دوره الريادي مع تصاعد الأمل بعودة انتظام عمل دولة المؤسسات"، داعياً إلى "تضافر الجهود في دعم هذا الصرح اللبناني الجامع".
بعد ذلك كرم كل من أنجليك مونّس، ريما رحمه، جوني الصديق، Beiruting، أليسار ندّاف جعجع، وفاء شدياق، أندريه داغر، زينة شمعون، رندا سركيس ورانيا زهرة شربل.
واختتم الاحتفال بكوكتيل.