تمضي السنين، فنكبر ونبلغ مرحلة الشباب، حتى نصل لمرحلة نعتقد خلالها أننا لم نتغيّر. لكن، هل هذا الاعتقاد هو الصائب، أم أن التغييرات في الجسم والعقل "مستمرة"؟
نعم.. التغييرات لا تتوقّف، وهذا ما يؤكّده الفيلسوف والمعلم الروحي الذي عاش في النمسا رودولف شتاينر، الذي قام بتقسيم الحياة إلى مراحل "كل سبع سنوات"، وهذه هي النتائج التي توصل إليها، والتي يمكنكِ من خلالها تعلم الكثير.
من الولادة وحتى 7 سنوات
هي الدورة الأولى من الحياة، وخلالها يوضع الأساس الذي سيتم بناء الجسد والعقل عليه. فالعقل في هذه المرحلة محدود بقدرات الجسم الضعيفة، وعدم امتلاك المهارات اللغوية اللازمة للتعبير عن الحاجات، مثل: غريزية الجوع، الرغبة في الحب، والحاجة إلى الحماية والدعم.
14-21 عاماً
في هذا العمر نصبح أكثر وعياً بأنفسنا، ونتعلّم تقدير الموسيقى والفن والأدب، وننظر للآخرين بطريقة جديدة، وفي نهاية هذه المرحلة من المفترض أن يعرف الشخص كيف يحدّد مسار مستقبله.
21- 28 عاماً
ندخل مرحلة البلوغ وبناء البنية التحتية للعمل، ولدينا الكثير من الطاقة والأمل في المستقبل. كما نطوّر الوعي بأهمية التنازل في العلاقات من أجل مصلحة العلاقة، دون أن نفقد إحساسنا بالاستقلال.
28-35 عاماً
يصبح معظم الناس أكثر إبداعًا، ويعتقد الباحثون أن قوة الدماغ تصل إلى ذروتها في سن الـ 35 عامًا، بحيث نفهم كيف تشكّلت شخصيتنا ومشاعرنا على مرّ السنين، ونبدأ في معرفة كيفية التعامل مع صعوبات الحياة.
35-42 عاماً
تصبح لدينا رغبة في مشاركة معرفتنا وخبراتنا الحياتية مع الآخرين، وقد نبدأ في الانخراط في هواية جديدة. نقوم بتحليل نتائج اختياراتنا في الحياة بشكل موضوعي، كما نحاول إجراء تغييرات صغيرة لتحسينها.
42-49 عامًا
يستوعب العقل والروح تجارب الحياة فعلاً، ونرغب في تجربة أشياء جديدة. يشعر الكثيرون بأنهم قد تجاوزوا المشاكل الأساسية وأصبحوا أكثر راحةً. ونتعلّم كيف نحب دون قيد أو شرط. وقد نأخذ مسارًا جديدًا في الحياة.
49-56 عاماً
ذروة النضج العقلي والروحي، لكن غالبًا ما يبدأ تدهور الصحة في هذا العمر، فنحن بحاجة إلى فهم ضرورة التخلّص من العادات السيئة. فإن لم يحقق الشخص النجاح حتى هذه المرحلة فقد يغرق في الكآبة، لكن تذكروا .. أن هناك سنواتٍ عديدةً متبقيةً في حياتهم.
56-63 عاماً
عمر طمأنينة البال وقبول النفس.. تتغير الحياة ويتم تقييم العديد من الأنشطة والعلاقات وتغييرها، والتغيير يصبح ممكنًا، لأن الظروف المعيشية تسمح بذلك.
63-70 عاماً
يصبح من الأسهل علينا قبول الناس كما هم، واحترام الاختلافات بيننا وبينهم، ورؤية الأشياء الجميلة بهم. ونشعر كأننا شخص يقف عند مفترق طرق، ومن السهل معرفة الاتجاه الصحيح.
ما بعد السبعين
إذا تعاملت بشكل جيد مع التغييرات الموضحة في السنوات السابقة، فسيزداد لديك الشعور بالحب غير المشروط تجاه الآخرين، وعلى الرغم من ضعف الجسم بشكل كبير، يصبح العقل أقوى ويزداد تأثيرك على الأشخاص المقربين منك.
وإذا ما تعاملت مع الصدمات التي مررت بها في حياتك بطريقة صحية، حتمًا ستقضي بقيّة عمرك بسكينة وهدوء.
(فوشيا)