كتبت فانيسا الهبر في "الجمهورية": متى يستيقظ العالم من غيبوبته؟ متى يدرك أنّ الدين، العِرق أو الجنس لا يفرّق أيَّ شخص عن الآخر، مهما كان شكله أو وجهة نظره... للأسف أننا وصلنا القرن الـ21، ومن المفترض أن يكون الزمان زادَنا تحضّراً وتقدّماً من القرون السابقة، إلّا أنّ للأسف، الزمان سبقنا بأشواط ونحن لم نبرح مكاننا. ما زلنا نمارس أبشع أوجه الظلم والحروب وجهاً لوجه، لمجرّد كونك "مختلفاً عني".
للأسف، وحتى اليوم، ما زالت المرأة تعاني في كثير من المجتمعات. حتى اليوم، لم تتمكن المرأة من تحصيل كافة حقوقها. لعلّ المرأة في لبنان أفضل حالاً من بلدان أخرى، لكن لا يمكن إنكار أن المرأة اللبنانية ما زالت تعاني في العام 2019 من اللامساواة وما زالت القوانين لا تحميها، خصوصاً فيما يتعلّق بالعنف الأسري، الزواج المبكر للقاصرات، ما يؤدّي إلى عواقب وخيمة أبرزها توقّف تعلّم الفتاة وزيادة خطر الاغتصاب الزوجي والاستغلال والمشاكل الصحية التي تتبعها. رغم ذلك، "كتّر خير الله" أن المرأة اللبنانية ما زالت قادرة على أن تحصل على أبسط حقوقها مثل الحق في الطبابة، عكس النساء في الهند.
تعاني المرأة في بعض دول العالم مثل الهند من لا مساواة غير مقبولة أبداً! إسمعوا هذا الخبر: المرأة الهندية لا يحقّ لها بالحصول على الرعاية الصحية لمجرّد كونها امرأة!
نُشرت دراسة جديدة يوم الخميس 8 آب 2019 على موقع The BMJ أكّدت من خلالها أنّ النساء في الهند يواجهن «تمييزاً ضد المرأة» في الحصول على الرعاية الصحية، وهذا من أبسط الحقوق الإنسانية. أمّا الأكثر تضرراً من هذا التمييز في الهند فهن فتيات وشابات تقل أعمارهن عن 30 عاماً أو سيدات تجاوزن الـ60 عاماً أو حتى نساء يبعدن كثيراً من مكان المستشفى.
وفقاً للدراسة التي شملت 2.4 مليون من سجلّات المرضى في أحد أكبر المستشفيات العامة في الهند، لم تتمكن مئات آلاف النساء من الحصول على الرعاية الصحية التي احتجن إليها. كما وجد الباحثون أنّ ثلثي المواعيد المأخوذة في المستشفى عام 2016 كانت للرجال، و400.000 امرأة تُرِكنَ من دون عناية.
وبالتالي، احتسب الباحثون عدد النساء "اللواتي لم يحصلن على رعاية صحية" من خلال ملاحظة الفرق بين عدد النساء اللواتي زرن المستشفى والعدد المتوقع. وتبيّن أنّ احتمالات فقدان الرعاية الصحية اللازمة لدى الشابات اللواتي تقلّ أعمارهن عن الـ30 أو تجاوزن الـ60، كانت الأكثر ارتفاعاً. كذلك، تتأثر النساء اللواتي يعشن بعيداً من المستشفى بشكل كبير.
يقول البروفيسور روي، من معهد الهند للعلوم الطبية في دلهي، إنّ هذا التمييز يعكس بوضوح التمييز الذي تعاني منه المرأة في الهند. إذ تحتل الهند المرتبة 108 من أصل 149 دولة ضمن مؤشر الفجوة بين الجنسين في المنتدى الاقتصادي العالمي.
لكنّ التمييز بين الجنسين فيما يتعلّق بالرعاية الصحية يتخطى الحدود الهندية ويصل إلى الصين وكوريا الجنوبية أيضاً فضلاً عن دول أخرى. وبالتالي، يُعتبر التمييز بين الجنسين في الرعاية الصحية ظاهرة كبيرة جداً لا بدّ على الدول المعنيّة حلّها سريعاً.