Advertisement

عربي-دولي

شجرة الزيتون الفلسطينية صامدة... لماذا تحاول اسرائيل القضاء عليها؟

Lebanon 24
04-12-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1016825-638057419978274801.jpg
Doc-P-1016825-638057419978274801.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت "الجزيرة":
 
أثرا بعد عين أضحت أشجار زيتون المزارع الفلسطيني محمد عاصي وابن عمه سميح بعد أن طالتها يد الاحتلال الإسرائيلي وآلته العسكرية واقتلعت أكثر من 500 شجرة منتصف الشهر الجاري، وخلَّفت دمارا وخرابا كبيرين في الأرض، وحرمته من إنتاج اعتاده سنويا ويقدر بنحو طن من الزيت.
Advertisement

ولم يكن هذا الاعتداء الوحيد الذي استهدف أشجار المواطن عاصي ومعه مئات المزارعين في بلدته "قراوة بني حسان" قرب مدينة سلفيت ومختلف المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية، فالانتهاكات الإسرائيلية طالت أكثر من 13 ألف شجرة منذ مطلع العام الحالي وفق تقرير أعده مركز أبحاث الأراضي (مؤسسة غير حكومية) احتفاء باليوم العالمي لشجرة الزيتون ووصل للجزيرة نت نسخة منه.

وإلى 14 تشرين الثاني الماضي أعادنا محمد ليخبرنا أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال -بينها عشرات العمال بالزي المدني- اقتحمت أرضه فجرا بعد أن حاصرت المنطقة عسكريا ومنعت وصول أحد إليها، وحتى هو احتجزه الجنود لنحو ساعتين عندما حاول الدخول والتأكيد لهم بأنها أرضه وأن بحزته أوراقا ثبوتية لذلك.

كيف يتم القطع؟
لم تقع تلك "الكارثة" كما يصفها عاصي عليه وحده وإن كان المتضرر أكثر من غيره، لكنها استهدفت نحو ألفي شجرة، واستهدفت أراضي تزيد على 150 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، ويقول للجزيرة نت إن الاحتلال اقتلع 500 شجرة من أرضهم، متذرعا بأنها "محمية طبيعية" وضمن مناطق "سي" الخاضعة لسيطرته الأمنية.

وعام 2012 تلقى عاصي كما غيره إخطارا إسرائيليا يستهدف الأرض وأشجارها، إلا أنه استأنف على إجراء الاحتلال بقرار من المحكمة الإسرائيلية بأحقيته بالعمل بأرضه وإعادة تسجيلها باسمه تأكيدا لملكيته لها، إضافة لإخطاره بأي خطوة للاحتلال قبل شهر من التنفيذ.

ونحو طن من الزيت وبمبلغ يصل لـ 6 آلاف دولار أميركي تُدرّ أشجار المواطن عاصي التي يقدر عمرها بنحو ربع قرن، وأضعاف ذلك تنتجه بقية أشجار المواطنين التي استهدفها الاحتلال بحملته الأخيرة.

ويفسر ذلك ما قام به جيش الاحتلال في سابقة خطيرة باقتحام القرية وتطويقها عسكريا والمباشرة على مرأى من الناس بقطع الأشجار بالمناشير وخلعها بالجرافات ثم سكب مواد كيميائية على جذورها لقتلها نهائيا وتدمير أدوات المزارعين كليا.

ويقول إبراهيم عاصي رئيس بلدية قراوة بني حسان إن الأخطر من استهداف الشجر علنا ودون سابق إنذار هو استهداف الأرض بالكامل باعتبارها واقعة بمنطقة "سي".

وهذا -يضيف عاصي- ينذر بخطر كبير، كون أن الاحتلال يصنف 92% من أراضي القرية المقدرة مساحتها بـ9500 دونم بمناطق "سي" ويريد تفريغ الأرض من البشر والحجر والشجر "إرضاء للمستوطنين الذين يحاصرون القرية عبر 7 مستوطنات تصادر إحداها 200 دونم من القرية".

كم يزرع الفلسطينيون من الزيتون.. وماذا تعني الشجرة لهم ماديا ومعنويا؟
ليست الأَشهر فحسب، بل تعد شجرة الزيتون الأقدم في فلسطين، والفلسطينيون القدماء هم أول من طوَّر زراعتها واستخراج زيتها واستثماره، وتمتلك فلسطين أقدم شجرة زيتون بالعالم في قرية الولجة جنوب مدينة القدس، والتي قدر خبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عمرها بحوالي 5500 عام، وهي بذلك أكبر من كل الاحتلالات التي مرت على فلسطين.

ويُعد الزيتون -وفق إحصاء وزارة الزراعة الفلسطينية- أكبر المحاصيل الزراعية في فلسطين، ويشكل 45% من المساحة الزراعية الكلية فيها وأكثر من 85% من مساحة أشجار البستنة المزروعة في فلسطين.

ويعمل ويستفيد من هذا القطاع حوالي 100 ألف أسرة فلسطينية (أكثر من 600 ألف نسمة)، بينما بلغت مساحة الزيتون حوالي 907 آلاف دونم (الدونم = ألف متر مربع) بواقع 13.6 مليون شجرة، منها حوالي 11 مليون شجرة مثمرة وحوالي 2.6 مليون شجرة غير مثمرة.

ويشكل الزيتون مصدر غذاء ودخل رئيسي للمواطن الفلسطيني، فضلا عن كونه عامل ثبات وصمود له، ويشكل حصنا منيعا بالدفاع عن الأرض وحمايتها، والفلسطيني يرتبط بالزيتون دينيا وسياسيا وثقافيا وتاريخيا ووجدانيا.

ولهذا استهدفت حكومات الاحتلال المتعاقبة شجرة الزيتون في مخططاتها منذ عام 1967، "واعتبرتها عدوا لا يقل خطرا عن أي مقاوم، وخططت لاستهدافها كما تخطط لأي عمل عسكري"، وفق ما يقوله محمود الصيفي مدير مركز أبحاث الأراضي بشمال الضفة الغربية.

كيف يستهدف الاحتلال الزيتون الفلسطيني؟
منذ احتلالها لفلسطين عام 1948 ومن ثم احتلال الضفة الغربية عام 1967 وإسرائيل تعيث فسادا بشجرة الزيتون، وتستهدفها بالقلع والقطع والإبادة بالتلويث والتسميم، واقتلعت ومنذ بدء الاحتلال أكثر من 2 مليون شجرة زيتون، آخرها العام الجاري بواقع 13 ألفا و130 شجرة وفق مركز أبحاث الأراضي.

وبحجج يسوقها الاحتلال من قبيل الحدائق العامة والمحميات الطبيعية والمناطق العسكرية والأثرية، وعبر تصنيفها لمناطق "سي" والبالغة 62% من مساحة الضفة الغربية، يستهدف الاحتلال الأرض الفلسطينية ويقتلع أشجار زيتونها.

ويستخدم القوة العسكرية عبر الجيش لتحقيق أهدافه بينما يقوم المستوطنون -فضلا عن اعتداءاتهم- بمراقبة الفلسطينيين والإبلاغ عن أي خطوة يقومون بها كزراعة أراضيهم بالزيتون أو استصلاحها أو البناء فيها، كما تفعل جمعية "ريغافيم" الاستيطانية.

لماذا يستهدف الاحتلال الزيتون الفلسطيني؟
مارس الاحتلال جريمة مكتملة الأركان ضد شجرة الزيتون، فحاول تزوير التاريخ بسرقته الأشجار الكبيرة والمعمرة (الرومانية)، ثم استهدف الأراضي الزيتونية، مستغلا وقوع الغالبية العظمى منها بمناطق "سي"، بينما لجأ مستوطنوه لسرقة ثمار الزيتون ومهاجمة المزارعين خلال العمل بأراضيهم.

وعمد الاحتلال لاقتلاع الأشجار لتسهيل استيلائه -وفق قوانينه المجحفة- على الأرض بعد أن تتحول لأرض بور (يستغل قانون الأرض البور وغير المعمرة لـ10 سنوات) وفق محمود الصيفي، فخلال السنوات الأربع الماضية وثّق مركز أبحاث الأراضي بشمال الضفة الغربية اقتلاع جيش الاحتلال أكثر من 50 ألف شجرة زيتون.

كم بلغت خسارة الفلسطيني جراء اقتلاع شجر الزيتون؟
بشكل عام تسببت انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه ضد نحو 9 آلاف شجرة زيتون بخسارة تجاوزت 6 ملايين دولار هذا العام، لكن الأخطر -وفق تأكيد رامز عبيد رئيس دائرة الزيتون بوزارة الزراعة للجزيرة نت- هو عزل ومصادرة الاحتلال لعشرات آلاف أشجار الزيتون.

وهناك 7% من مساحة الزيتون بفلسطين تقع قرب وداخل جدار الضم والتوسع العنصري والمستوطنات، وتقدر بنحو 70 ألف دونم، وتزداد سنويا بفعل أكثر من 750 ألف مستوطن وبسبب ما يزيد على 310 مستوطنات وبؤر استيطانية، منها 107 مستوطنات تمتد على طول الجدار الفاصل.

ويمنع أصحاب الأرض من الوصول إليها إلا عبر تصاريح ولأوقات محدودة وقصيرة خلال السنة ووسط عراقيل واعتداءات كثيرة، ويتسبب ذلك بخسارة 5% من كمية الإنتاج سنويا التي تقدر بـ22 ألف طن سنويا.

كيف يرد الفلسطيني على انتهاكات الاحتلال ضد أرضه وأشجار زيتونه؟
منفردا وعبر مؤسسات مختلفة يقاوم الفلسطيني حتى الرمق الأخير في الدفاع عن أرضه وزيتونه الذي يفسده الاحتلال ومستوطنوه، فيقوم بزراعة الأشجار من جديد أو يستصلح التالف منها، وخاصة إذا كان الاحتلال يمنع إعادة زراعتها مجددا.

وهناك مؤسسات رسمية وأهلية تدعم المزارع، ومنها وزارة الزراعة التي توثق اعتداءات الاحتلال وتقدم نحو 200 ألف شتلة زيتون سنويا دعما للمزارعين، وتساهم بشق الطرق وتعمير الأرض. كذلك يعمل مركز أبحاث الأراضي على استصلاح 10 آلاف دونم منذ العام 2000 وزراعتها بأكثر من 100 ألف شجرة زيتون وعشرات آلاف الأشجار الأخرى.

وضمن حملتها "زراعة مليون شجرة في فلسطين" والممتدة منذ 2001، استصلحت الجمعية العربية لحماية الطبيعة بالأردن نحو 132 ألف دونم وزرعتها بأكثر من مليونين ونصف المليون شجرة لأكثر من 30 ألف مزارع، بينها أكثر من مليون و300 ألف شجرة زيتون.

وعلى الأرض، يُعد المزارع خط الدفاع الأول عن أرضه وزيتونه، ويحظى بدعم سنوي تنفذه بعض جمعيات مختلفة كحملة "إحنا معكم" التي تطلقها الإغاثة الزراعية و"فزعة" التي ينفذها ناشطون ضد الاستيطان وتهدف لمساعدة وحماية المزارعين القريبة أراضيهم من الجدار والمستوطنات، وتمدّهم بالأدوات الزراعية."الجزيرة" 
المصدر: االجزيرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك