يبدو ان طريق الصراع في السودان لا يزال طويلاً، وذلك بسبب تصريحات كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي خلال الأيام الماضية.
فعلى الرغم من المبادرات المحلية من قبل مجموعات مدنية من أجل تمديد هدنة العيد التي تنتهي اليوم الاثنين، فإن العديد من المراقبين والمواطنين السودانيين على السواء يتوقعون أن تطول تلك الحرب أو الصراع.
وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في الشؤون الدولية إيهاب عباس في تصريحات لـ"العربية"، أن هذا الصراع بين القوتين العسكريتين في البلاد أشبه بـ"حرب النهاية" التي لا تصل إلى خواتيمها إلا بتصفية أو إقصاء القائدين أو الجنرالين أحدهما الآخر.
لا تراجع
بدوره، رأى المحلل السياسي المصري بشير عبد الفتاح، أن هذه الحرب قد تطول لا سيما مع تمسك الطرفين بعدم التراجع وتحقيق الانتصار.
كما اعتبر أن الفوضى والاشباكات تتيح المجال لإطلاق الخارجين على القانون والمساجين من أجل توظيف تلك الورقة في الصراع.
اغتيال أو نفي
وأشار إلى أن "كل طرف يرى أنه لا يمكن أن يجلس مع الآخر أو البقاء معه، ويريد إقصاءه سواء عبر الاغتيال أو الطرد أو الإخراج من البلاد، أو ربما المحاكمة".
كما رأى أن كل فريق يصر على مواصلة العمليات العسكرية، إلا أنه اعتبر أن القضاء على الجيش مستحيل، لأنه جيش الدولة النظامي.
كذلك تحولت قوات الدعم السريع إلى قوات نظامية، وفق قوله، وأصبحت طرفا في التفاهمات السياسية كالاتفاق الإطاري وغيره، أي أن إصباغ الشرعية عليها بدأ فعلاً قبل أشهر عدة، لذا فالمواجهة بين الجانبين قد تستمر لفترة طويلة.
على صعيد آخر، لفت إلى أن الضغوط الدولية قد تلعب دوراً بسيطاً في تثبيت هدنة العيد، لاسيما مع التلويح بالعقوبات الدولية، إلا أن هذا الخيار مستبعد في الوقت الحالي، ولا يبدو قابلاً للتطبيق.
يذكر أن القتال الذي انطلقت شرارته في 15 نيسان الجاري، حصد حتى الآن نحو 450 قتيلاً، و2000 جريح، فيما خرجت معظم المنشآت الصحية في الخرطوم عن الخدمة، بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة.(العربية)