أعلنت السلطات في البيرو حالة الطوارئ الصحية في 18 منطقة في البلاد بعد رصد أكثر من 140 ألف حالة إصابة بحمى "الضنك"، تسببت في وفاة 200 شخصا.
وترتفع المخاوف من انتشار هذا المرض في دول أميركا الجنوبية والبلدان في المناطق الاستوائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتي تعتبر ملائمة بشكل أكبر لتكاثر البعوض الذي ينشر المرض، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".
وحمى الضنك مرض متوطن ينتقل عن طريق البعوض ويسبب الحمى الشديدة والصداع والغثيان والقيء وآلام العضلات، وفي الحالات الشديدة نزيفا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
منظمة الصحة العالمية قالت إن ما يقرب من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بهذا المرض، حيث يقدر إصابة 100 إلى 400 مليون شخص سنويا، وهي تتركز في مناطق المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم.
وتفرّق المنظمة بين "حمى الضنك" و"حمى الضنك الوخيمة"، فالأولى حالات الإصابة بها قد تكون عديمة الأعراض أو تسبب بـ"اعتلالات خفيفة"، والثانية قد تكون أعراضها شديدة ومميتة.
ورغم عدم تواجد علاج محدد لهذا المرض، إلا أن الكشف المبكر عنه وتوفير الرعاية الطبية اللازمة تقلل من معدلات الوفاة أو الأعراض الوخيمة.
وتحدث الإصابة بمرض حمى الضنك بعد التقاط واحد من أربعة فيروسات مسببة له، ولكنها لا تنتقل من الشخص المصاب إلى آخر، بل عن طريق لدغات البعوض، بحسب موقع "مايو كلينك".
وعادة ما يحدث الانتقال عندما تقوم بعوضة بلدغ شخص مصاب لتصبح ناقلة للفيروس وعندما تلدغ شخصا آخر تنقل له هذا الفيروس عن طريقه لدغه في مجرى الدم.
وتشير منظمة الصحة إلى أن العدوى قد تنتقل من الإنسان إلى البعوض قبل يومين من ظهور الأعراض عليه، وبعد يومين من زوال الحمى عنه.
قد لا تظهر أي مؤشرات للإصابة بالعدوى بين المرضى، أو قد تظهر أعراض خفيفة إلى متوسطة وتتحسن خلال أسبوع.
وتظهر الأعراض عادة بعد حوالي أربعة إلى عشرة أيام من الإصابة بحسب منظمة الصحة العالمية، والتي قد تشمل:
حمى شديدة
صداعا شديدا
ألما خلف محجر العين
آلاما في العضلات والمفاصل
غثيانا وتقيؤا
تورما في الغدد
طفحا جلديا
وبعد زوال هذه الأعراض، قد تظهر على البعض أعراض "حمى الضنك الوخيمة" والتي تشمل:
الألم الشديد في البطن
التقيؤ المستمر
التنفس السريع
نزيف اللثة أو الأنف
الإرهاق والشعور بالوهن
ظهور دم في القيء أو البراز
الشعور بالعطش الشديد
شحوب الجلد وبرودته
وللوقاية من الإصابة بهذا المرض، يجب تقليل احتمالية تعرضك للدغات من الحشرات وتحديدا البعوض، ويمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيف أعراض الإصابة بالمرض، مع تجنب استعمال العقاقير المضادة للالتهابات التي قد تزيد من خطر الإصابة بالنزيف.
ولا يتواجد لقاح للحد من الإصابة بحمى الضنك، ولكن يمنح لقاح "دينغفاكسيا" للأشخاص الذين أصيبوا بها مرة واحدة ويعيشون في أماكن ينتشر فيها المرض، ومن شأن هذا اللقاح أن يحد من الأعراض الحادة ونسبة الاستشفاء لثمانية من أصل عشرة أطفال قد يتلقونه (أي بنسبة 80 في المئة)، وفق ما ذكرته المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي".
وفي حالة ظهور أعراض حمى الضنك الوخيمة يجب توفير الرعاية الطبية للمصاب داخل المستشفى. (الحرة)