جاء في "روسيا اليوم": قد يبدو غياب إسرائيل عن النسخة الـ18 لكأس آسيا التي تنطلق غدا في قطر أمرا بديهيا وطبيعيا على اعتبار أن منتخب الدولة العبرية ينافس منذ سنوات في المسابقات الأوروبية بدل الآسيوية.
ولكن ما قد يفاجئ الكثيرين هي حقيقة أن منتخب إسرائيل سبق له أن توج بكأس آسيا واستضاف البطولة وشارك في نسخة استضافتها إيران التي تعتبر الدولة العبرية "عدوتها الأولى".
والأدهى من ذلك، فإن إسرائيل تعتبر من بين المؤسسين الـ14 للاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهم بالإضافة إلى إسرائيل، أفغانستان، ميانمار، تايبيه الصينية، هونغ كونغ، إيران، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، باكستان، الفلبين، سنغافورة وفيتنام.
وقد تأسس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في 8 أيار 1954، وأقيمت أول بطولة لكأس آسيا في هونغ كونغ عام 1956 وشهدت مشاركة منتخب إسرائيل الذي حل في مركز الوصافة.
وتجددت المشاركة الإسرائيلية في البطولة الآسيوية في نسخة 1960 التي استضافتها كوريا الجنوبية، قبل أن يتوج منتخب إسرائيل بلقبه الأول والوحيد عندما استضاف البطولة في 1964.
وشاركت إسرائيل في نسخة عام 1968 في إيران، وتواجه المنتخب الفارسي ونظيره العبري وانتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بنتيجة 2-1، لتكتفي إسرائيل باحتلال المركز الرابع في تلك البطولة.
- بداية الجدل بشأن المشاركة الإسرائيلية
لطالما لاحق الجدل مشاركة إسرائيل في بطولات كأس آسيا، لكن ذلك أصبح واضحا في بطولة كأس آسيا عام 1964 التي استضافتها إسرائيل وفازت بها.
وفي نسخة 1964 انسحبت العديد من المنتخبات من البطولة بسبب خلافاتها السياسية مع إسرائيل لتقام البطولة بمشاركة أربعة منتخبات فقط وهي إسرائيل والهند وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ.
ومع منتصف ستينات القرن الماضي، استهل عرب آسيا مشوارهم الرياضي عبر عضوية الكويت ولبنان في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1964. فكانت أولى المواجهات العربية الإسرائيلية من خلال بطولة الأندية الآسيوية في لقاء جمع نادي هومنتن اللبناني ونادي هابويل تل أبيب الإسرائيلي.
وأعلن حينها نادي هومنتن عن قرار تاريخي بالانسحاب من المباراة واعتباره مهزوما عوض مواجهة الفريق الإسرائيلي.
وفي السنة الموالية، وبذات البطولة وصل نادي مكابي تل أبيب إلى النهائي لمواجهة فريق الشرطة العراقي. هذا الأخير رفض اللعب أمام مكابي وآثر خسارة اللقب على مواجهة فريق إسرائيلي.
وأدرك العرب أن قرار الانسحاب أمام كل مواجهة ضد فريق ينتمي لإسرائيل لا يعدو عن مجرد موقف مؤقت، في حين أن الحل الجذري يكمن في طرد هذا الكيان إلى الأبد من الإتحاد الآسيوي.
وجاءت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما تقدمت الكويت بطلب في عام 1974 لطرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عندما رفضت كل من الدول الخليجية وكوريا الشمالية اللعب ضد إسرائيل في الألعاب الآسيوية للعام ذاته.
مبادرة هذا الحل، أتت من أحمد السعدون رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم خلال أواخر الستينات وبداية السبعينات، استهل حملة لدعوة كافة الدول العربية الآسيوية للانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أجل تشكيل موقف موحد إزاء إسرائيل، لتنضم كل من البحرين، العراق، الأردن، سوريا ما بين 1969 و1970. تلتها قطر والإمارات سنة 1974. فاتحدت قوى العرب أمام إسرائيل وصدر الطلب الرسمي من الاتحاد الكويتي لكرة القدم إلى الاتحاد الآسيوي من أجل طرد منتخب الدولة العبرية خلال الألعاب الآسيوية سنة 1974. ليتم تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الآسيوي حتى إشعار آخر وتحرم بالتالي كل المنتخبات والأندية الإسرائيلية من المشاركة في البطولات الآسيوية بما فيها "البطولة الأم" كأس آسيا.
وفي عام 1976، خلال مؤتمر كولالمبور، صدر القرار الرسمي بطرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قرار حظي بموافقة 17 دولة مقابل 13 صوتا كان مع بقاء إسرائيل، فيما امتنعت ست دول عن التصويت.
- متى بدأت إسرائيل المشاركة في المسابقات الأوروبية؟
بعد قرار عام 1974، أمضت إسرائيل عدة سنوات بدون أي مشاركات قارية ودولية لمنتخباتها وأنديتها، قبل أن يفسح المجال للمنتخب الإسرائيلي الأول بالمشاركة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 1982 رغم أن إسرائيل لم تكن حينها عضوا في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وبدأت إسرائيل عمليتها الرسمية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 1991 واكتملت في 1994.
ومنذ ذلك الحين، لم تشهد إسرائيل أي نجاح في كرة القدم بسبب المنافسة الشديدة في أوروبا، حيث توجد معظم القوى الكروية، بما في ذلك أمثال إنكلترا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وهولندا. (روسيا اليوم)