نشرت صحيفة GLOBAL TIMES مقالًا يسلّط الضوء على التهديد المترتّب من محاولة الدول الكبرى عسكرة الفضاء وإستخدامه لأهداف غير سلمية في تهديد واضح لإتفاقيات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وبحسب الصحيفة، تعيد الولايات المتحدة صياغة كليشيهات "نظرية التهديد الصيني" .
وقال جيفري كروس، مدير وكالة إستخبارات الدفاع الأميركية، خلال حلقة نقاش حول الفضاء والأمن القومي إن الولايات المتحدة ترى لدى الصين "نية متزايدة لإستخدام قدراتها لتهديد الفضاء"
وإعتبرت الصحيفة أن هذه المبالغة بالتهديد الصيني أصبحت ممارسة روتينية لأميركا. وإعتبر ستيفن ويتينج، قائد قيادة الفضاء الأميركية، أن الصين تعمل على زيادة مساحتها العسكرية وقدراتها في مجال الفضاء "بسرعة مذهلة".
وإدعى مدير عام وكالة "ناسا" بيل نيلسون أن الصين تعسكر برنامجها الفضائي.
وعلّق الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية لو شيانغ لـ GLOBAL TIMES أن هذا التضخيم بالإدعاءات هو وسيلة نموذجية من قبل الولايات المتحدة للتلاعب بالرأي العام والضغط على الكونغرس لرفع الميزانية المخصصة لتعزيز القدرات القتالية الفضائية.
وبحسب الصحيفة، هدف الولايات المتحدة هو الخفاظ على الهيمنة العسكرية، وإسقاط عقلية الحرب الباردة والمعادلة الصفرية في الفضاء.
لكن، عكس إدعاءات الولايات المتحدة، إختارت الصين مسارًا مختلفًا في تطوير الفضاء، فبينما تركز الولايات المتحدة على سباق التسلح للهيمنة، تتبع الصين نهجًا أكثر سلمية.
وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد صرّح أنه لا يكفي مجرد "وجود أميركي في الفضاء"، بل على الولايات المتحدة الهيمنة.
والدليل على نية أميركا عسكرة الفضاء، في عام 2018، صنفت إدارة ترامب الفضاء رسميًا على أنه "مجال قتال حربي"، وعملت بنشاط على تطوير إستراتيجيتها العسكرية الفضائية من خلال إنشاء قيادة الفضاء، والإستثمار بأسلحة الفضاء الهجومية، بالتالي أصبحت أميركا المحرّك الرئيسي لعسكرة الفضاء ما يشكّل تهديدًا للأمن الفضائي .
وبحسب الصحيفة، ستعرّض هذه الإجراءات خطط التنمية الفضائية للبلدان في كل أنحاء العالم للخطر حتمًا، مما يقوّض الإستقرار الإستراتيجي العالمي.
وعلى النقيض من ذلك، تعارض الصين بشدة سباق التسلح في الفضاء، وهي ملتزمة بتعزيز المفاوضات الدولية للتوصل إلى معاهدات قانونية لتحديد الأسلحة في الفضاء من أجل الحفاظ على السلم والأمن في الفضاء الخارجي بالوسائل القانونية.
وفي عام 2008، إشتركت الصين وروسيا في تقديم مشروع معاهدة منع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي والتهديد بإستعمال القوة أو إستخدامها ضد الأجسام الموجودة في الفضاء الخارجي.
ومع ذلك، لطالما قاومت الولايات المتحدة بشكل سلبي عملية الحد من الأسلحة الفضائية، مما تسبب في فشل الجهود ذات الصلة.
واشارت الصحيفة إلى أن هدف الصين من تطوير تكنولوجيا الفضاء هو خدمة التقدم العلمي والحضاري بشكل أفضل. تتصرف الصين بدافع المصلحة العامة، بينما تتصرف الولايات المتحدة بدافع المصلحة الذاتية، مما يسلط الضوء على الإختلاف الأساسي.
وعليه، تشجّع الصين التعاون الدولي في مجال الفضاء. في حزيران، وبعد عودة المسبار الصيني بعينات قمرية نادرة، أعلنت أنها ترحب بالعلماء من كل أنحاء العالم لدراسة عينات القمر.
ومع ذلك، تواجه الولايات المتحدة عقبات من تعديل "وولف"الذي يحظر التعاون الفضائي بين الصين والولايات المتحدة. وبصفتها قوة مهيمنة في الفضاء، تقمع الولايات المتحدة الأنشطة الفضائية المشروعة للدول الأخرى، والتي ستؤدي في النهاية إلى نتائج عكسي، بحسب الصحيفة.
وختمت الصحيفة: "الفضاء ليس ملكًا لأي دولة، بل بمثابة مجال جديد للتعاون والمنفعة المتبادلة، وليس ساحة معركة للتنافس بين الدول. وستواصل الصين الإلتزام بإعطاء الأولوية لإستخدام الفضاء لأغراض سلمية، وتوفير الدعم التقني والمعرفي اللازم.
وعلى الدول التعاون في هذا المجال بدلاً من الإستغلال الأميركي لـ"نظرية التهديد الصيني" للفضاء.