ارتفع عدد شهداء الضفة الغربية إلى 39 فلسطينياً، و لك منذ بدء الجيش الإسرائيلي بعمليته العسكرية، في أعقاب تصاعد مجموعات المقاومة في شمال الضفة المحتلة، والتطور النوعي الذي بدا واضحاً على عملياتها التي تنفذها واستهدفت بها الاحتلال، فيما بات جيش الاحتلال يواجهاً تحدياً بارزاً في عمليات اقتحامه لمدن ومخيمات شمال الضفة، بينما يتصاعد القلق الوجودي للاستيطان من تعاظم قوة مجموعات المقاومة.
في السياق، كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، عن تصنيف الاحتلال للضفة الغربية، باعتبارها منطقة قتال ثانية، بعد جبهة قطاع غزة، وذلك في ظل الأحداث الأخيرة في شمال الضفة.
وذكرت الصحيفة أن "الأحداث الأخيرة أدت إلى تحول سياسي كبير في نهج إسرائيل تجاه الضفة الغربية، فبعد أن تم تصنيفها منذ بداية الحرب باعتبارها ساحة ثانوية، فإن الهجمات الأخيرة أقنعت كبار المسؤولين بأن هذا الموقف لم يعد قابلاً للاستمرار".
لماذا المخيمات؟
تمثل المخيمات الفلسطينية أزمة استراتيجية وأمنيةً لكيان الاحتلال وهي عبارة عن مناطق جغرافية منتشرة، في الضفة المحتلة وقطاع غزة ودول الشتات في محيط فلسطين، تمثل محفزاً دائماً نحو فكرة "العودة" التي يتعامل معها كتهديد لكيانه بما هو "دولة يهودية" قائم دائماً على نفي الفلسطينيين بما تستطيع وما توفرها لها الظروف الدولية والإقليمية والعسكرية، وحتى طمس قصيتهم المحورية وهي العودة إلى أرضهم التي أوخرجوا منها بالقوة.
من هنا، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن للاحتلال هدفاً أمنياً لتفكيك مجموعات المقاومة في شمال الضفة؛ لما باتت تحمله عملياتها من تأثير وانتقالها لمرحلة مهاجمة المستوطنات، واتسامها بالسرية والتخطيط والتماسك فيما يخشى الاحتلال من ذلك، وأكد عرابي أن هذا الهدف يتقاطع كلياً مع الهدف الإسرائيلي بترميم معادلة الردع حتى في قلب الضفة المحتلة.
وأضاف عرابي أن هذه العملية تحمل أهدافاً سياسية استراتيجية لحكومة الاحتلال تتمثل في حماية المشروع الاستيطاني في الضفة وترسيخه، وإزالة العقبة الأبرز أمام هذا المشروع وهي مجموعات المقاومة.
ويرى عرابي أن الاحتلال يعول على قدراته العسكرية الكاسحة بتفكيك مجموعات المقاومة أو حتى إضعافاها بشكلٍ كبير وقتل أكبر عددٍ ممكن من المقاومين، ومن جانبٍ آخر يؤكد عرابي أن ما يقوم به الاحتلال من تدميرٍ للبنية التحتية هو بمثابة محاولة قلب الحاضنة الشعبية للمقاومة ورفعة تكلفة العمل العسكري، وتحويل منطقة شمال الضفة لنموذج عقابي لباقي مناطق الضفة، فيما يؤكد عرابي أنى هذه العملية لا تنهي حالة المقاومة في الضفة الغربية، لأن المقاومة باتت في مرحلة من القوة تمكنها من بناء نفسها وتعويض خسائرها.
أما عن إمكانية تدهور الأمور في الضفة فيقول عرابي أن ذلك مبني على عدة عوامل غير متوفرة لحد الآن ولكن في المنظور القريب يمكن القول أن العملية العسكرية الحالية محدودة وستنتهي. (شبكة قدس)