Advertisement

عربي-دولي

"مُشتت".. ماذا يشهد "جهاز الأمن الرّوسي"؟

Lebanon 24
07-09-2024 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1243832-638613063971411990.jpeg
Doc-P-1243832-638613063971411990.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في اليوم الذي شنت فيه أوكرانيا توغلها الجريء في منطقة كورسك الروسية، قلل جهاز الأمن الفيدرالي، الوكالة الروسية المسؤولة بشكل كبير عن حماية الحدود، من خطورة العملية، ووصفته بأنه "استفزاز مسلح"، وقالت إن قواتها تعمل على دفع الأوكرانيين إلى الانسحاب والتراجع.
Advertisement

وكان ذلك قبل شهر تقريباً، ومنذ ذلك الحين، احتلت القوات الأوكرانية رقعة صغيرة، ولكنها استراتيجية من الأراضي الروسية وقتلت أو أسرت مئات القوات الروسية، وفقاً للمسؤولين والمحللين وصور الأقمار الصناعية.

مسؤولية هجوم كورسك
 
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تقييم إخفاقات القوات الروسية في كورسك لن يتم إلا بعد استقرار الوضع في المنطقة الحدودية الروسية، لكن خبراء المخابرات يقولون إن قدراً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق جهاز الأمن الروسي، وفقاً لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كتبه الصحافي مايكل شوارتز.
يقول شوارتز إنه على الرغم من شبكاتها الواسعة من العملاء وميزانيتها الضخمة، فقد فشلت الوكالة، المعروفة باسم "إف إس بي"، في البداية في توقع التوغل الأوكراني، أما الآن، فهي تكافح مع الجيش الروسي لطرد قوة قتالية أوكرانية كبيرة.

وبحسب التقرير، فقد كانت هناك علامات واضحة على أن شيئاً ما كان يتم التحضير له. فقبل أيام من التوغل، أبلغ المدونون الروس، نقلاً عن السكان المحليين على الجانب الأوكراني، عن تجمعات هائلة للمدرعات الأوكرانية، لكن جهاز الأمن الروسي فشل في الاستعداد بشكل كاف، حتى إن القوات الأوكرانية التي عبرت الحدود في 6 أغسطس (آب) لم يواجهوا أي مقاومة تقريباً.

وفي هذا السياق، يقول أندريه سولداتوف، المؤلف الذي أمضى حياته المهنية في البحث عن أجهزة الأمن الروسية وتحليلها: "نحن نتحدث عن العديد والعديد من الوحدات التي كان يجب أن ترى شيئاً ما وفشلت في ذلك".

اقتتال داخلي وانقسامات
 
"إف إس بي" هو نسخة قوية وسلطوية من مكتب جهاز الأمن الروسي، مع تفويض واسع للأمن القومي يتضمن الدفاع ضد التهديدات من داخل روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة.

لكن الوكالة يعوقها الاقتتال الداخلي والمنافسات مع الأجهزة الأمنية الأخرى والنفور من إيصال الأخبار السيئة إلى بوتين. ومنذ الهجوم الشامل لأوكرانيا في عام 2022، كان مكتب جهاز الأمن الروسي مشتتاً أيضاً بسبب حملة واسعة النطاق على المعارضة الداخلية.

ونتيجة لذلك، عانت الوكالة الأمنية من سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية المدمرة منذ بدء الحرب، كما يقول مسؤولون وخبراء غربيون، مشيرين إلى أن عملية كورسك كانت هي الأحدث ضمن هذه السلسلة.

وفي آذار الماضي، تجاهلت الوكالة تحذيرات محددة من الولايات المتحدة وفشلت في منع هجوم إرهابي على قاعة حفلات في موسكو أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصاً.
وقبل نحو عام، تفاجأت الوكالة عندما أطلق يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة فاغنر، تمرداً يهدف إلى الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.

رد فعل بوتين
 
وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك ردة فعل واضحة وقليلة من بوتين، وليس هناك ما يشير إلى أن كارثة كورسك ستحدث بعد ذلك.

بعد أسبوع من عبور القوات الأوكرانية الحدود، ظهر مدير الجهاز الأمني بعد غياب لفترة طويلة، ألكسندر بورتنيكوف، علناً حيث بدا أنه يلقي باللوم في التوغل على البلديات المحلية في المنطقة الحدودية، حتى عندما قدم تأكيدات بأن كل شيء كان تحت السيطرة، وقال: "في الوقت الحالي يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية مواطنينا".

وسعى بوتين الخميس إلى التقليل من شأن التوغل، وفي حديثه في مؤتمر دولي في فلاديفوستوك، قال إن أوكرانيا ارتكبت خطأ في نشر وحدات كبيرة إلى حد ما ومدربة تدريباً جيداً في هجوم كورسك وأن هدف الأولوية الأولى لموسكو هو هجوم جيشها في شرق أوكرانيا.
لكن الوجود المستمر لأوكرانيا وجه ضربة محرجة لبوتين، حيث إن هذا الجهاز ربما يكون أهم ركيزة لسلطته، فوهو المسؤول عن قمع المعارضة بين السكان الروس والحفاظ على الكيانات الحكومية الأخرى، بما في ذلك الجيش.
 
وعلى الرغم من الإخفاقات، لا يستطيع بوتين ببساطة الاستغناء عن الجهاز الأمني، كما قال سولداتوف الذي أضاف: "إنه الدرس الذي تعلمه من ستالين.. خلال الحرب لا يمكنك معاقبة وكالاتك لأن ذلك قد يشكل خطورة أكبر بالنسبة لك".

الافتقار للتنسيق
 
وكالات أخرى إلى جانب جهاز الأمن الروسي بما في ذلك جهاز المخابرات العسكرية والحرس الوطني، وكذلك الجيش، لديها موارد جمع المعلومات الاستخباراتية التي كان من الممكن أن تكتشف الحشد الأوكراني الي توغل في كورسك.

ويقول الخبراء إن جزءاً من المشكلة هو الافتقار إلى التنسيق داخل العمليات العسكرية والاستخباراتية التي من المرجح أن تعرقل أي رد روسي.

وبحسب التقرير، فإنها مشكلة أفسدت المجهود الحربي الروسي منذ الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا، لكنها مشكلة يبدو بوتين متحفظاً في معالجتها.
وقال دوغلاس لندن، وهو ضابط سري سابق في وكالة المخابرات المركزية، إن بوتين يبدو حذر من أجهزته العسكرية والاستخباراتية بقدر ما هو حذر من الأوكرانيين، وقد أنشأ نظاماً للمنافسة بينهما بحيث لا يمكن لأي كيان واحد أن يصبح قوياً للغاية.

وبدلاً من التعاون، فإن جزءاً من مهمة جهاز الأمن الروسي هو التجسس على الوكالات الحكومية الأخرى، وخاصة الجيش.

أيضاً، خلال تصريحه، قال لندن: "إذا كانت الوكالات تتعاون، فيمكنها أيضاً التعاون ضد بوتين".

مفاجأة هجوم كورسك
 
لم يكن جهاز الأمن الروسي هو جهاز المخابرات الوحيد الذي تفاجأ بالتوغل الأوكراني، حيث قال مسؤولون في أوكرانيا وواشنطن إن التخطيط تم في ظل سرية صارمة لدرجة أن حلفاء أوكرانيا لم يعرفوا عنها.

وقال الجنرال فاليري كوندراتيوك، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية والأجنبية الأوكراني، الذي لا يزال يحتفظ باتصالات بين كبار المسؤولين، إن كبار أعضاء أجهزة المخابرات الأوكرانية ظلوا متكتمين، وحتى الجنود المشاركين في العملية لم يعرفوا حتى اللحظة الأخيرة أنهم سيعبرون الحدود.

وقال مسؤول أوكراني كبير إن عدم وجود مقاومة فاجأ الأوكرانيين، وكشف عن انقطاع التواصل في الرقابة الروسية.

وأضاف المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علناً: "بالغوا في تقدير مخابراتهم".

وقال المسؤول أيضاً إن أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الروس هو تفسير الغارات السابقة عبر الحدود التي شنتها القوات الأوكرانية على أنها "أحداث منعزلة".

وبدا أن الغارات كانت موقوتة لتعطيل حملة بوتين لإعادة انتخابه، لكن المسؤول الكبير قال إنها أدت أيضاً وظيفة استطلاعية مهمة ساعدت في التخطيط لهجوم آب. (24)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك