قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الوحدة 8200، "أكبر وأبرز" وحدة استخبارات في الجيش الإسرائيلي، وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أبلغ قادته أنه سيتنحى عن منصبه في المستقبل القريب.
وتُعدّ الوحدة 8200 من أبرز الوحدات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، وقد طُرِحت أسئلة كثيرة حول عدم قدرتها على التنبؤ بهجوم حماس في السابع من تشرين الاول 2023، حيث باغت مسلحو الحركة الفلسطينية إسرائيل، ما تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 250 آخرين كرهائن، بحسب السلطات الإسرائيلية.
والوحدة 8200 هي وحدة استخبارات الإشارات "SIGINT" في الجيش الإسرائيلي، تأسست في الأصل باسم "شين ميم 2" خلال ثلاثينيات القرن الماضي تحت الانتداب البريطاني، وتطوّرت من بداياتها المتواضعة إلى أن أصبحت قوة استخباراتية وتكنولوجية داخل الجيش الإسرائيلي، وكانت مهمتها الأساسية في البداية التنصت على الهواتف في المناطق المجاورة، وقد خضعت لعدة تغييرات في الاسم على مرّ السنين.
والوحدة 8200 هي المقابل الإسرائيلي لوكالة الأمن القومي الأميركية.
وتُشير المنشورات العسكرية الإسرائيلية إلى "الوحدة 8200" باعتبارها الوحدة المركزية في قيادة الاستخبارات، ويشار إليها أحيانا باسم "الوحدة الوطنية للاستخبارات الإشاراتية الإسرائيلية" وتخضع لإدارة الاستخبارات العسكرية، وتتكون بشكل رئيسي من شباب وشابات تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاما.
يعتبرها الكثيرون مؤسسة مرموقة، حيث يمكن للخريجين، عند مغادرتهم الخدمة، الاستفادة من مهاراتهم للتوظيف في إسرائيل أو في شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وتقع الوحدة 8200 تحت قيادة لواء، وتبقى هويته سرية طوال فترة خدمته، وعادةً ما يكون نائبه برتبة مقدم. وفي التصريحات العامة، تتم الإشارة إليهم باستخدام رتبتهم وحرف واحد فقط.
بينما الخدمة في الجيش الإسرائيلي إلزامية لمعظم الإسرائيليين عند بلوغهم سن 18، يخضع جميع الأفراد من قبل الجيش الإسرائيلي للتدقيق عند اقترابهم من تخرجهم من المدرسة الثانوية، ولدى الوحدة 8200 الحق في اختيار من ترغب به.
وفي بعض الأحيان، تبدأ الوحدة في تتبع المرشحين المحتملين منذ سن مبكرة، من خلال برنامج مدرسي يُعرف باسم "ماجشميم".
ويقول موقع "غريدي داينميكس" إنه كان لهذه الوحدة، التي كانت تعرف حينها باسم "515"، دور بارز في اعتراض المكالمات والتنصت وتتبع أخبار الدول المعادية وقتها. ومن أبرز المكالمات التي تم التنصت عليها، تلك التي جرت في اليوم الثاني من حرب الستة أيام بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني حسين بن طلال.
وخلال حرب تشرين الاول أيضا كان للوحدة عينها دور مهم، حيث كانت تمتلك أجهزة جمع استخبارات إشارات في مصر. (الحرة)