أشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تعهدا بعقد أول قمة في سلسلة من القمم السنوية العام المقبل، بعد اجتماع في بروكسل بين الجانبين عُقد لإطلاق "إعادة ضبط" العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وتعزيز "أجندة التعاون بوتيرة مستدامة".
وبعد اجتماعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إنهم "اتفقوا على أنه يمكننا أن نفعل المزيد معاً في عدد قليل من المجالات الرئيسية، وخاصة تعزيز النمو والازدهار".
وذكر ستارمر، أن "لندن وبروكسل سيعملان معاً على التحديات المشتركة مثل تغير المناخ وأمن الطاقة والهجرة غير الشرعية وتعزيز أمننا واستقرارنا المشترك". وقال إنه "يضع علاقتنا مع أوروبا في موقف أكثر صلابة واستقراراً. هذا ما يريده الشعب البريطاني".
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه من المقرر أن يعقد الجانبان قمماً منتظمة على مستوى القادة اعتباراً من عام 2025، إذ وعد ستارمر بإحراز تقدم في المحادثات بحلول القمة الأولى في أوائل العام المقبل "بالتركيز على ما يمكننا فعله، وليس ما لا يمكننا فعله".
وأضاف: "هذا لا يعني أنه سيكون سهلاً"، وكرر أنه لن يكون هناك "عودة لحرية التنقل، ولا عودة إلى الاتحاد الجمركي، ولا عودة إلى السوق الموحدة"، وسيلتقي فون دير لاين مرة أخرى قبل نهاية العام، وفق الصحيفة البريطانية.
وتزايدت المخاوف بشأن الأمن الإقليمي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، فيما أثار غزو روسيا لأوكرانيا حافزاً استراتيجياً للتعاون الأقوى بين الحلفاء.
كما أشار ستارمر، الذي فاز حزبه العمالي بالانتخابات العامة في المملكة المتحدة في تموز الماضي، إلى أنه يريد إبرام صفقة أمنية مع بروكسل، تغطي مجالات مثل التعاون في الدفاع والطاقة.
وتعهد الطرفان بالدفاع عن "قيمهما المشتركة" عندما يتعلق الأمر بالقضايا العالمية، بدءاً من الصراع العسكري في الشرق الأوسط إلى الهجرة وتغير المناخ.
وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن ستارمر وفون دير لاين، انضما، إلى اتصال هاتفي مع زعماء مجموعة السبع الآخرين لإدانة هجوم إيران على إسرائيل. ودعا ستارمر جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد. لا أحد يريد حرباً إقليمية".
وقالت فون دير لاين، في بداية الاجتماع: "عزيزي كير، في هذه الأوقات غير المؤكدة للغاية، يجب على الشركاء المتشابهين في التفكير مثلنا التعاون بشكل أوثق".
لكن المسؤولين على الجانبين حذروا من توقع نتائج سريعة بعد 4 سنوات من العلاقات المتوترة منذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقالت فون دير لاين: "لدينا مجموعة من الاتفاقيات القوية. يجب أن نستكشف نطاق المزيد من التعاون، بينما نركز على التنفيذ الكامل والأمين لاتفاقية الانسحاب وإطار وندسور واتفاقية التجارة والتعاون".
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عقبات وخطوط حمراء في محاولته لإعادة ضبط العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وحذرت عدة دول أوروبية من السماح للمملكة المتحدة باختيار سياساتها. كما يريدون استمرار الوصول إلى مياه الصيد بعد عام 2026، ورفض ستارمر استبعاد ذلك في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع.
حرية التنقل "خط أحمر"
وعندما سُئل عن صفقة تنقل الشباب التي اقترحتها المفوضية، والتي ستسمح للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً من الاتحاد الأوروبي بالعيش في بريطانيا لمدة تصل إلى 4 سنوات، والعكس صحيح، قال ستارمر "حرية التنقل خط أحمر".
كما التقى ستارمر مع شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، الذي يرأس قمم الاتحاد الأوروبي، ورئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا.
وقال مسؤول، إن ميتسولا رحبت بـ "النغمة الجديدة" من المملكة المتحدة، لكنها أكدت ضرورة حماية حقوق 6 ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا حالياً.