ذكر موقع "الجزيرة" أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت في تقرير عن باحثين مستقلين أن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران "تغلبت على الدفاعات الجوية الإسرائيلية في بعض المواقع، لكنها أحدثت ضررا محدودا"، وذلك بعد قيام هؤلاء الباحثين بفحص صور الأقمار الصناعية لمواقع مستهدفة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التقييم يعني أن "أي ضربة إيرانية جديدة ضد إسرائيل قد تؤدي لنتائج أكثر خطورة إذا استهدفت البنية التحتية المدنية أو مناطق مكتظة بالسكان".
وقالت الصحيفة إن هذه نقطة مهمة يجب أن تأخذها إسرائيل في الاعتبار، في ردها العسكري على الضربة الإيرانية، وأشارت إلى أن "إيران هددت بقصف محطات الكهرباء ومعامل تكرير النفط في إسرائيل إذا ضربت الأراضي الإيرانية، وذلك في هجوم مضاد ينتظر حدوثه الأيام المقبلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران أطلقت في 13 نيسان الماضي عددا كبيرا من الصواريخ الباليستية البطيئة، علاوة على طائرات مسيّرة، وهذا بخلاف ما حدث في الضربة التي قامت بها هذا الأسبوع، إذ أطلقت 180 من الصواريخ الباليستية الأكثر سرعة "وهي إحدى أكبر الهجمات من هذا النوع في تاريخ الحروب".
وقال محللون للصحيفة إن أغلب هذه الصواريخ من طراز فاتح-1 وخيبر، وهي من أحدث الصواريخ الإيرانية.
وأوضح أولريتش كون، مدير أبحاث مراقبة التسلح في معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في هامبورغ في ألمانيا، أنه "كلما كان الصاروخ أسرع كان اعتراضه أصعب، هذا ببساطة من الناحية الفيزيائية".
وأكد كون للصحيفة أنه "من الأصعب كثيرا الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، ويكون الأمر أكثر صعوبة لو استهدفت دفعة منها هدفا بعينه، إذ يمكن في هذه الحالة التغلب على نظام الدفاع الجوي، وهذا ما حدث بالضبط في إسرائيل".
ووفق تحليل لصور الأقمار الصناعية قام به البروفسور جيفري لويس، الأستاذ بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، فإن 32 صاروخا إيرانيا أصابت محيط قاعدة نيفاتيم الجوية بجنوب إسرائيل، وهي مقر أسطولها من مقالات إف-35.
ووصف لويس ما حدث قائلا "32 صاروخا هو عدد كبير من الصواريخ. إننا نبالغ في الفكرة حول فاعلية الدفاعات الجوية".
وشرح لويس رؤيته قائلا إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة "آرو-2" و"آرو-3"، التي يتم إنتاجها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، تعتمد على "صواريخ اعتراضية محدودة الكمية وأكثر تكلفة من الصواريخ الإيرانية. غالبًا ما يتطلب الأمر عدة صواريخ اعتراضية لمحاولة إيقاف هدف باليستي واحد".
وأضاف لويس أن الإسرائيليين سيهتمون بالدفاع عن تل أبيب أكثر من الدفاع عن قاعدة نيفاتيم، لكن "سيواجهون في نهاية المطاف نفس المشكلة هناك، حيث يمكن للإيرانيين أن يتغلبوا على نظام الدفاع الجوي".
ونظرا إلى أهمية قدرات إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية فإنه من المحتمل أن تكون ترسانتها من الصواريخ، والأهم مصانع إنتاج هذه الصواريخ، هدفا للضربة الإسرائيلية المحتملة ردًّا على الهجوم الصاروخي الإيراني، وفق ما قاله فابيان هينز، الباحث المختص بالتحليل العسكري والدفاعي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وقال هينز إنه في حين أن مخزونات الصواريخ الإيرانية موجودة في منشآت محصنة تحت الأرض يصعب اختراقها، فإن مصانع إنتاج الصواريخ لديها حماية أقل.
وختم هينز بقوله إنه حتى ضربة محدودة يمكن أن يكون لها أثر في هذه المصانع، مضيفا "صحيح أنه يمكن إصلاحها، لكن الضربات الإسرائيلية يمكن أن توقف الإنتاج فترة". (الجزيرة)