قال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، الثلاثاء، إن بلاده ترى السياسات التوسعية لإسرائيل تهديدا لأمنها القومي.
جاء ذلك في كلمة له خلال جلسة خاصة عقدها البرلمان لبحث الهجمات الإسرائيلية والتطورات في الشرق الأوسط.
وأضاف قورتولموش: "نعقد هذه الجلسة الاستثنائية اليوم لمناقشة المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وهي جرائم كبرى ضد الإنسانية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، إضافة إلى هجماتها الأخيرة، وخاصة ضد لبنان، والتي يشاهدها العالم أجمع على الهواء مباشرة".
وأشار إلى أن "عدوان إسرائيل وسياساتها التوسعية في المنطقة باتت تشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي التركي".
ولفت إلى أن "مخططات الاحتلال والضم والتدمير الإسرائيلية لم تبدأ العام الماضي، وسيكون من المضلل الاعتقاد بذلك".
وأردف أن "الفصل الأول من هذا السيناريو دخل حيز التنفيذ عام 1917 عندما اضطرت الدولة العثمانية إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية وإعلان الانتداب البريطاني هناك".
وذكر أن "الوظيفة الأولى لإدارة الانتداب البريطاني كانت توطين الغزاة الذين تم جلبهم من جميع أنحاء العالم، وخاصة من أوروبا الشرقية، في الأراضي الفلسطينية وفتح بعض مناطق الاستيطان لهم".
وأكد أن "هذه العملية التي بدأت عام 1917 انتهت بمخطط التقسيم عام 1947"، مشددا أن "إسرائيل تواصل مشروعها المتمثل في ضم وتدمير واحتلال معظم الأراضي الفلسطينية، وتتقدم خطوة بخطوة كل يوم".
وأردف أن "الفصل الثاني من هذا السيناريو المستمر في الشرق الأوسط بدأ مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003".
وتابع أن "جميع دول المنطقة تقريبا، تعرضت لزعزعة الاستقرار والانقسام والتشرذم وأصبحت غير قابلة للإدارة سياسيا بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق".
وشدد أن "الوضع الحالي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا يوضح ذلك".
وأضاف أن "الأحداث التي شهدتها تلك الدول أوصلت شعوب الشرق الأوسط إلى حالة من اليأس التام والتردد والانقسام، خلال وقت قصير لا يتجاوز 20 عاما، حتى وصلنا إلى تشرين الأول 2023".
وشدد على أن "إسرائيل بدأت مهاجمة المنطقة بكل قوتها في تشرين الأول بقوة عسكرية كبيرة وبدعم من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية"، مؤكدا أن "هذه الفترة شهدت ارتكاب أكثر الجرائم دموية في تاريخ البشرية". (الأناضول)