بعد أن ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة المحاصر لأكثر من 40 ألفاً، غيّرت إسرائيل أولوياتها على ما يبدو.
فلأول مرة منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام، اعتبر الجيش الإسرائيلي قطاع غزة أصبح "ساحة قتال ثانوية"، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرنوت".
وأضافت الصحيفة، اليوم الجمعة، أن معظم الاهتمام والموارد لدى الجيش الإسرائيلي باتت موجهة حاليا إلى لبنان.
كما أوضحت أن الجيش الإسرائيلي حوّل غزة الأسبوع الماضي، إلى ساحة قتال ثانوية مع بداية العملية البرية في جنوب لبنان، لكنه ترك الفرقة الأمامية النظامية للقيادة الجنوبية للإغارة على جباليا شمال القطاع ولفترة قد تمتد أسابيع.
يأتي هذا الإعلان بعدما كثفت تل أبيب منذ أسابيع، غاراتها العنيفة على حزب الله وقواعده في لبنان، كما نفذت عددا من الاغتيالات التي طالت قادة كبارا في صفوفه، بغية إضعافه، والضغط من أجل إبعاده عن الحدود.
كما حاولت مرارا تنفيذ توغلات برية بهدف دفع مقاتلي حزب الله عن الحدود التي تطل على عدد من المستوطنات في إصبع الجليل، وإعاقة إطلاق الصواريخ نحو الشمال.
وتسعى أيضاً - وفق زعمها- إلى منع أي محاولة لتنفيذ عملية مشابهة لما حصل في السابع من تشرين الأول الماضي في غلاف غزة، عبر تدمير الأنفاق التي من الممكن أن يستعملها حزب الله لاجتياز الحدود.
ومنذ 23 أيلول الماضي وسّعت بالفعل نطاق الحرب لتشمل مناطق في العاصمة بيروت.
كما أسفر التصعيد الإسرائيلي الحالي على لبنان عن استشهاد نحو 1300 شخص وإصابة الآلاف بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
أما في غزة، فتستمر العمليات العسكرية وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفقا للأمم المتحدة. (العربية)