Advertisement

خاص

صدفة غير مقصودة.. ماذا بعد إعلان إسرائيل "مقتل" يحيى السنوار؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
18-10-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1264339-638648436370636326.jpg
Doc-P-1264339-638648436370636326.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 
لأكثر من عام، بقي يحيى السنوار، سواء حين كان رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة، أو بعدما سُمّي رئيسًا للمكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، بعد اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران، بمثابة "الشبح" الذي فشل الاحتلال في تعقّبه، رغم المحاولات المتكرّرة، وهو الذي صُنّف "المطلوب الرقم واحد" لإسرائيل التي تصنّفه "العقل المدبّر" لعملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول 2023.
Advertisement
 
على امتداد هذا العام، نُسِجت الكثير من الروايات حول السنوار، الذي بدا بحدّ ذاته مثيرًا للكثير من الجدل، بين من يرى فيه "البطل" الذي حقّق "ضربة معلّم" بعملية "طوفان الأقصى" التي أعادت إحياء القضية الفلسطينية، وحرّكت الرأي العام العالمي بصورة غير مسبوقة، ومن يحمّله في المقابل، مسؤولية "توريط" المنطقة برمّتها في حربٍ لم تكن محسوبة، ومن يتّهمه بمحاولة "إبرام" صفقة تضمن سلامته، ولو على حساب دماء الشهداء، وحتى قضية الأسرى.
 
في كلّ الأحوال، بقيت إسرائيل على مدى عام كامل، تبحث عن مجرّد "معلومة" تفضي إلى الكشف عن مكانه أو ملاحقته، إلى أن تحقّق الأمر يوم الخميس، بشكلٍ لم يكن أحد يتوقّعه، مع إعلان الجيش الإسرائيلي "مقتله" في عمليّة إسرائيلية، يصعب توصيفها بـ"الاستهداف الدقيق"، أو "الاغتيال"، باعتبار أنّها تمّت بمحض الصدفة، ومن دون أيّ معلومات استخباراتية سابقة، إثر استهداف مبنى يقول الإسرائيليون إنهم اكتشفوا لاحقًا أنه كان موجودًا داخله..
 
"صدفة الاغتيال"
 
ليس اغتيالاً إذاً، ولا استهدافًا دقيقًا، ولو أنه في النتيجة يشكّل "صيدًا ثمينًا" للجانب الإسرائيلي، بالنظر إلى المكانة الاستثنائية التي يمثّلها السنوار، الذي كان رأسه مطلوبًا لإسرائيل منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، وقد شكّلت عدم القدرة على اغتياله "فشلاً استخباراتيًا" بالنسبة إليه، لم تحجبه الاغتيالات النوعية الأخرى التي نفذتها، بما في ذلك الاغتيال الصادم لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، الذي يدرك الإسرائيليون أنّ دوره لم يكن بحجم دور السنوار.
 
ومع إعلان الجيش الإسرائيلي "مقتل" السنوار في عملية خاصة في قطاع غزة، قد لا يكون ممكنًا له الحديث عن "انتصار عسكري" حقّقه، ولو أدرجه ضمن الاغتيالات النوعية التي نفذها بين لبنان وغزة، كما قد لا يكون ممكنًا له أيضًا الحديث عن "تفوق استخباراتي"، باعتبار أنّ "الصدفة" هي التي لعبت دورًا في هذه العملية، بدليل "الضياع" الذي أظهره الاحتلال حين اكتشف بالصدفة، وبعد ساعات من العملية، أن من قتله "قد يكون السنوار".
 
أكثر من ذلك، يقول العارفون إنّ العملية العسكرية الإسرائيلية، على أهمية نتيجتها بالنسبة لإسرائيل، تأتي أيضًا لصالح السنوار نفسه، لناحية "تكذيب" البروباغندا التي اعتمدتها إسرائيل طيلة الفترة الأخيرة، فالسنوار قضى وفق الرواية الإسرائيلية في اشتباك مباشر، في الخطوط الأمامية في تل السلطان برفح، وكان يرتدي سترة عسكرية، وبالتالي فليس صحيحًا أنّه كان "مختبئًا" تحت الأرض، ولا أنه رفع الراية البيضاء، ويفاوض على سلامته فقط.
 
ما بعد السنوار..
 
بمعزل عن القراءة لعملية "قتل" السنوار، التي قد تشكّل "نصرًا معنويًا" لإسرائيل، بمعزل عن القراءة "التكتيكية" لها، خصوصًا على مستوى القدرات الاستخباراتية، وتحليل دور "الصدفة" على خطّها، فإنّ الثابت بحسب ما يقول العارفون، أنها تطوي صفحة أساسيّة من الصراع منذ "طوفان الأقصى" وما قبلها، وبالتالي أنّ تأثيرها سيكون كبيرًا على مجريات المعارك على الأرض، في غزة وخارجها، الأمر الذي لا يمكن تجاهله بأيّ شكل من الأشكال.
 
فعلى الرغم من "الثابتة" التي تكرّرها مختلف حركات المقاومة، بأنّ الاغتيالات لا تشكّل "نهاية المطاف" في مسيرتها، وأنّ هدف "القضاء عليها" المُعلَن إسرائيليًا، لا يتحقّق باستهداف القادة وقتلهم، وأن كل قائد يستشهد يأتي من يستلم مكانه، إلا أنّ الثابت أيضًا أن سقوط القادة لا يبقى بلا أثر، معنوي بالدرجة الأولى، على الجمهور والبيئة الحاضنة، ومادي بالدرجة الثانية، باعتبار أنّ الخبرة التي راكمها هؤلاء على مرّ السنين، لا تعوّض بسهولة.
 
وبعيدًا عن الأثر المتوقع للإعلان الإسرائيلي عن اغتيال السنوار داخل حركة حماس، ثمّة من يسأل عن التأثيرات على مجريات الميدان، في ظلّ وجهتي نظر، الأولى تقول إنّ ما حصل سيطيل أمد الحرب، باعتبار أنّ الحركة لن ترضخ بعد الخسائر التي تكبّدتها، فيما تميل الثانية إلى اعتبار أنّ الحرب قد تكون أوشكت على نهايتها، باعتبار أنّ إسرائيل ستزعم "القضاء" على معظم "رؤوس" الحركة، وبالتالي إنجاز المهمّة، ما قد يعبّد الطريق أمام المفاوضات.
 
لعلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "دمج" وجهتي النظر بصورة أو بأخرى، في تعليقه على اغتيال السنوار، حين قال إنّ "هذا هو اليوم الذي يلي حماس"، ولكن أيضًا إنّ "الحرب لم تنتهِ بعد"، وهو ما يفسّره البعض إقرارًا إسرائيليًا بأنّ أهداف الحرب لم تتحقّق بعد، وقد لا تتحقّق، وبالحدّ الأدنى، أنّ صورة "اليوم التالي" لم تنضج ولم تتبلور بعد، أقلّه على المستوى الإسرائيلي، ما يزيد التعقيد والغموض...
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa