Advertisement

عربي-دولي

رفعت الراية البيضاء فاستشهدت.. قصة حزينة لطفلة فلسطينية قتلها الإحتلال

Lebanon 24
25-10-2024 | 01:25
A-
A+
Doc-P-1268081-638654418358644299.png
Doc-P-1268081-638654418358644299.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
سقطت لينا شعبان  على الأرض بعد أن خرجت من منزلها في منطقة جباليا البلد، تلوح براية بيضاء وتصرخ طلبا للماء والطعام وقد أعياها الجوع والعطش، بعد أيام من حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمناطق شمال قطاع غزة، حيث أردتها مسيّرة إسرائيلية يطلق عليها "كوادكابتر" شهيدة. وظل والدها يراقب المشهد من نافذة وقد تقدمت آليات الاحتلال نحوها وأهالت جرافة عسكرية التراب عليها.
Advertisement

يأتي ذلك وسط حصار جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يوما مخيم جباليا ومناطق مجاورة له في شمال القطاع، في سياق عملية عسكرية برية هي الثالثة والأشد عنفًا ضد المخيم منذ اندلاع الحرب على القطاع. ويمارس الاحتلال صنوفًا من جرائم الإبادة بحق الغزيين في شمال القطاع، ويمنع عنهم كل سبل الحياة من مياه وطعام. وبحسب توثيق هيئات محلية ودولية، استشهد أكثر من 800 فلسطيني وأصيب نحو 1500 آخرين، فضلا عن عشرات المفقودين، في جباليا (المخيم والبلد) ومحيطهما منذ بدء الهجوم الحالي.

إعدام الراية البيضاء
ببساطتها، اعتقدت لينا أن الراية البيضاء التي تحملها في يدها تحصنها وتحميها من رصاص الاحتلال الذي لم يأبه لهذه الراية ولم يرأف بحالتها الصحية. وحسب ما تقول آمنة، ظلت جثة لينا ملقاة على الأرض يغطيها التراب بضع ساعات حتى تمكن والدها من الانطلاق نحوها وسحبها إلى داخل المنزل.

وقعت هذه الجريمة في الأسبوع الثاني للهجوم على جباليا، وتقول آمنة إن أسرة لينا خشيت على جثتها من الكلاب والحيوانات الضالة التي تلتهم جثامين الشهداء الملقاة في الشوارع ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها وانتشالها.

وضع الوالد جثمان ابنته الشهيدة في غرفة وأحكم إغلاقها، وفي صبيحة اليوم التالي لهذه الجريمة انضم بأسرته إلى بضع أسر من الجيران رافعين رايات بيضاء ونزحوا عن المنطقة نحو مدينة غزة.

تقول آمنة التي نزحت أسرتها أيضا من المنطقة نحو حي الشيخ رضوان بمدينة غزة إن "الطرقات كانت مفروشة بجثث ممزقة لشهداء أكلتها الكلاب وبدت كهياكل عظمية ولم يتمكن أحد من انتشالها". وتصف هذه السيدة الأوضاع في جباليا وشمال القطاع بالكارثية، وتضيف "الناس تموت من القصف والجوع، ولا تجد اللقمة أو شربة ماء، ومن يموت لا يجد حتى من يدفنه".

وأمس الأربعاء، أعلن جهاز الدفاع المدني عن توقف عمله كليا في شمال القطاع، إثر اعتقال قوات الاحتلال 5 من عناصره في منطقة الشيخ زايد، واستهداف مركبة الإطفاء الوحيدة هناك وإضرام النيران فيها، بينما أصيب 3 من عناصره استهدفتهم طائرة مسيرة في مشروع بيت لاهيا حيث انقطع الاتصال بهم ولا يُعلم شيء عن مصيرهم.

تشريد عبر كوادكابتر
ومن بين جملة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ هجومه الحالي على مخيم جباليا والمناطق المحيطة به في شمال القطاع، برز تركيزه على مراكز الإيواء التي تعرض أغلبها للقصف والحرق، بهدف إجبار النازحين فيها على النزوح مجددا.

وقال محمد أبو ركبة، الذي أوى بأسرته من مخيم جباليا إلى مركز إيواء في مشروع بيت لاهيا، إن مسيرة كوادكابتر حلقت في أجواء المركز وأطلقت عبر مكبر صوت مزودة به إنذارا للنازحين بضرورة الإخلاء "بدعوى أننا في منطقة قتال خطرة".

وبحسب رواية أبو ركبة للجزيرة نت، فإن المسيرة طالبتهم بالتوجه نحو شارع بيت لاهيا العام ومنه نحو المستشفى الإندونيسي، وهناك تم فصل النساء في مدرسة حلب والرجال في مدرسة الكويت، حيث يجري جيش الاحتلال تحقيقًا ميدانيا، واعتقل عددًا من النازحين.

وبعد هذه المحطة المرعبة بحسب وصف أبو ركبة، يواصل النازحون طريقهم باتجاه شارع صلاح الدين، ويقول "الطريق مخيف جدا، ورائحة الموت في كل مكان، وجثث وأشلاء الشهداء ملقاة في الشوارع، وأينما نظرت فالدمار هائل". (الجزيرة)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك