ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تقدم بأكثر المقترحات تواضعاً لمحاولة إنهاء الحرب في غزة. فقد اقترح وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لتسهيل إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين فقط في مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل. ويتلخص هدف السيسي في أن تؤدي الهدنة التي تستمر يومين إلى وقف إطلاق نار أطول أمداً. كما اقترح فترة تفاوض مدتها عشرة أيام بعد إطلاق سراح الرهائن الأربعة. وقد تزامن اقتراحه مع وصول رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد إلى الدوحة لاستئناف المحادثات من أجل التوصل إلى إطار لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
وبحسب الصحيفة، "إن القيود المتعمدة التي فرضتها خطة السيسي تؤكد مدى التحدي الذي واجهه أي من مفاوضي السلام في إقناع حماس وإسرائيل بالتفكير في التسوية. ولن يحضر أي ممثل لحماس الاجتماع في الدوحة بين رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس الموساد ديفيد برنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز. في الواقع، لقد حدد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار الخطوط الحمراء للحركة: إنهاء الحرب على الفور والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة في مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن. في المقابل، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوطه الحمراء الخاصة ولكن قراءتها مختلفة تمامًا، فهو يريد من حماس إلقاء سلاحها والاستسلام وإطلاق سراح جميع الرهائن، أحياءً أو أمواتًا".
وتابعت الصحيفة، "في هذه المرحلة، يبدو أنه لا مجال للتسوية من أي من الجانبين، ولكن ديناميكيات الحرب في غزة تغيرت بشكل كبير. لقد عانت إيران، التي تشكل التهديد الأساسي لإسرائيل، من بعض الانتكاسات على مدى الأشهر القليلة الماضية. وتعرض حزب الله، وكيلها الأكثر قيمة، لضربات شبه قاتلة لتسلسله القيادي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قياديه في لبنان. وقد تعلمت إيران نفسها في مناسبتين منفصلتين خلال الأشهر الستة الماضية أنها تفتقر إلى القدرة على حماية مواقعها العسكرية،وبالتالي منشآتها النووية المحتملة، من الغارات الجوية الإسرائيلية بالصواريخ الباليستية البعيدة المدى. ولكن هل تؤدي هذه النكسات الحاسمة التي لحقت بإيران إلى تحول في استراتيجيتها، أم أن كل هذا سوف يتحول إلى حرب إقليمية شاملة؟"
وأضافت الصحيفة، "لقد تلاشت آمال وقف إطلاق النار على مدى العام الماضي. ففي الفترة الفاصلة بين المفاوضات، التي باءت بالفشل في أغلبها، استمر عدد الضحايا في غزة ولبنان في الارتفاع بلا هوادة، في حين واصلت إسرائيل مهمتها الرامية إلى تدمير حماس وتوجيه ضربة قاتلة إلى حزب الله. ولكن ما زالت واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق يشمل أكثر من مجرد إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار على المدى الطويل. ويشمل الإطار الأميركي للسلام في الشرق الأوسط تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وأوضح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، الذي كان في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أن الرؤية الكبرى لإطار سلام أكثر شمولاً للمنطقة تظل أولوية بالنسبة لواشنطن. وإذا فازت كامالا هاريس بالانتخابات الأسبوع المقبل، فمن المفترض أنها سترغب في مواصلة السعي إلى هذا الهدف الاستراتيجي".
وبحسب الصحيفة، "مع ذلك، فإن الجهود الفورية تبذل في محاولة لإقناع كافة الأطراف بالموافقة على وقف إطلاق النار، مهما كان قصير الأمد. ولم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة منذ تشرين الثاني، عندما توقف القتال لمدة سبعة أيام تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن مقابل 240 سجينا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.وكان هناك أيضا توقف قصير في القتال في حزيران على طول طريق في جنوب غزة للسماح لشاحنات الغذاء التابعة للأمم المتحدة بالدخول بأمان، ولكن لم يكن وقف إطلاق النار، فقد استمر القتال في أماكن أخرى".
وختمت الصحيفة، "بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن وإرثه في السياسة الخارجية، فإن أي نوع من وقف إطلاق النار الذي يثير الآمال في التوصل إلى اتفاق أفضل وأبعد مدى في المستقبل سيكون خبرا مرحبا به. لم يتبق له من رئاسته سوى أقل من ثلاثة أشهر، وهناك احتمال أن يكون خليفته هو دونالد ترامب، وليس نائبته".