ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" تقول إنّه عندما سُئلت كامالا هاريس في برنامج "ذا فيو" عما قد تفعله بشكل مختلف عن السنوات الأربع الماضية، أجابت: "لا شيء يتبادر إلى ذهني".
وبحسب الصحيفة فإن هذه الجملة هي الأكثر صدقاً خلال الانتخابات الجارية سواء من جانب هاريس أو منافسها دونالد ترامب.
وقدمت هاريس نفسها على أنها تمثل طريقاً جديداً استناداً إلى مسيرتها المهنية، ولكن في ما يتعلق بالسياسات والائتلاف، فهي مجرد امتداد.
وترى الصحيفة أنه يمكن فهم ترشيحها على أفضل وجه كمحاولة لمواصلة الموجة السياسية التقدمية التي بدأت في عام 2006 بهزيمة الحزب الجمهوري في الكونغرس، وتدفقت مثل تسونامي وسط الذعر المالي في عام 2008، وهي تترشح لما سيكون في الأساس الولاية التقدمية الرابعة لباراك أوباما.
وأضافت أن "هذا لا يعني أنها تفتقر إلى الجاذبية السياسية، لقد أدارت حملة انتخابية ناجحة بما فيه الكفاية في وقت قصير، وهزمت دونالد ترامب في مناظرتهما الوحيدة، وإذا تم انتخابها، فإنها ستجلب طاقة إلى الرئاسة أكثر من بايدن، كما تبدو متفائلة ووطنية".
وتابعت الصحيفة "لكن إذا كنا نبحث عن علامات تشير إلى أنها قد تنفصل عن أو حتى تخفف من التجاوزات التقدمية التي تحدد الحزب الديمقراطي الحالي، فلا يوجد، وأما تأييد بعض الجمهوريين لها سببه فقط كره ترامب".
وفي ما يتعلق بالسياسة الداخلية، تقدم هاريس المزيد من نهج بايدن.
كذلك، تظهر هاريس كل علامات الرغبة في توسيع وتسريع رفاهة الشركات المناخية والتفويضات التي تشوه الاستثمار بتكلفة هائلة من دافعي الضرائب ولكن لا فائدة منها لدرجات الحرارة العالمية.
وقد يكون هذا مقبولاً إذا أظهرت هاريس أدلة في الشؤون الخارجية على أنها تفهم اللحظة الخطيرة الحالية في العالم. ومع ذلك، فهي تدافع عن السنوات الأربع الماضية باعتبارها نجاحاً أمنياً، على الرغم من اندلاع حربين، وفي وقت تواجه البحرية الأمريكية تصعيداً خطيراً في البحر الأحمر.
وتتحدث هاريس عن وجود جيش قوي لكنها فشلت في اقتراح أي شيء لإعادة بنائه مع انتشار التهديدات.
وإذا فازت، فسوف يختبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ شجاعتها بسرعة، يبدو أنها غير مستعدة لهذه الاختبارات.
وكانت "وول ستريت جورنال" أشارت الأسبوع الماضي إلى رغبة مستشار هاريس للمناخ في القضاء على جميع أنواع الوقود الأحفوري، كما أن مساعديها في السياسة الخارجية على استعداد لاسترضاء إيران وفرض القيود على إسرائيل.
ورأت الصحيفة أن النتيجة الأسوأ ستكون فوز هاريس مع اكتساح الديمقراطيين للكونغرس، إذ أعلنت رغبتها في كسر قاعدة عرقلة مجلس الشيوخ التي تتطلب 60 صوتاً وإعادة هيكلة المحكمة العليا.
وهذا من شأنه أن يؤدي إلى أجندة تقدمية جامحة من شأنها أن تتلاعب بقواعد التصويت، وتعزز قوة النقابات، وتسيطر على المزيد من الاقتصاد الخاص، وتضيف واشنطن العاصمة وبورتوريكو كولايات.
وتخلص الصحيفة إلى أن العديد من الأميركيين يرون كل هذا وسيظلون وسيصوتون لهاريس لأنهم يعتقدون أن أربع سنوات أخرى من حكم ترامب تشكل خطراً أكبر.
وختمت الصحيفة "ليس لدينا أوهام حول عيوب ترامب والمخاطر التي تشكلها، لكن الناخبين لديهم أيضاً سبب للخوف من عقلية اليسار الحديث الدموية، مع إكراهه التنظيمي، والإمبريالية الثقافية، والدولة الاقتصادية، والرغبة في تجريد القضاء من الاستقلال، وإذا خسرت هاريس، فسيكون هذا هو السبب". (الإمارات 24)