تستعد دول عديدة، من حلفاء وخصوم الولايات المتحدة، لمواجهة تغييرات مرتقبة في السياسات الاقتصادية والدبلوماسية الأميركية، مع تزايد وضوح حجم فوز دونالد ترامب بالرئاسة، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقد أعرب ترامب، الذي استعاد حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ أيضًا، عن نيته رفع التعريفات الجمركية على الواردات وتخفيض الدعم للدول الحليفة التي لا تساهم بما يكفي في الدفاع. كما أشار إلى عزمه على التحرك لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا بسرعة.
بالنسبة للصين، تحمل عودة ترامب مخاطر إشعال مرحلة جديدة في حرب تجارية بدأت خلال ولايته الأولى في وقت توترت فيه العلاقات بين واشنطن وبكين.
وفي حملته الانتخابية، طرح ترامب خططا لفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على جميع الواردات الصينية، وهي زيادة كبيرة عن الزيادات الأكثر تواضعا في التعريفات الجمركية على بعض السلع الصينية التي كانت سياسة مميزة لولايته الأولى كرئيس.
وفي الشرق الأوسط، من المرجح أن تعود إدارة ترامب الثانية إلى سياسة "الضغط القصوى" على طهران، بحسب مصادر مقربة من الدوائر المحيطة بالمرشح الجمهوري. وقد يعيد هذا النهج تشكيل ديناميكيات المنطقة، حيث تخوض إيران ووكلاؤها مواجهات متعددة الجبهات مع إسرائيل. وقد يدفع هذا التطور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعروف بدعمه لترامب والذي سارع إلى تهنئته، إلى اتخاذ موقف أكثر حدة في مواجهة طهران.
بالنسبة لأوكرانيا، حيث تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من 20% من البلاد، فإن رئاسة ترامب تزيد من عدم اليقين بشأن قدرة كييف المستمرة على صد غزو قوات موسكو دون الدعم المالي والمادي الهائل الذي قدمته الولايات المتحدة.
ورغم تهنئة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ترامب على فوزه في الانتخابات، فإن العلاقات بين الرجلين كانت متوترة في بعض الأحيان. وأعرب مؤيدو ترامب البارزون عن حذرهم بشأن الدعم الأميركي لأوكرانيا.
ويشعر العديد من الأوكرانيين بالقلق من أن يقطع ترامب الدعم العسكري والمالي، أو السعي إلى التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يسفر عن التنازل عن أراضي ونفوذ لموسكو. وقال بوتن مرارًا وتكرارًا إنه مهتم فقط باتفاقية سلام من شأنها نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي مقر منظمة حلف شمال الأطلسي، يواجه المسؤولون الآن أسئلة حول مستقبل المنظمة التي تقودها الولايات المتحدة. وتحدث ترامب مرارًا وتكرارًا بقسوة عن التحالف العسكري لأن معظم الأعضاء الأوروبيين تخلفوا لفترة طويلة عن الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري.
وفي بروكسل، يخطط مسؤولو الاتحاد الأوروبي للرد على ضغوط ترامب، الذي عبر مرارا خلال الحملة الانتخابية عن غضبه إزاء العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي في عدد من السلع.
وأكد مسؤولون ودبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة أنهم لا يريدون حربا تجارية. لكنهم قالوا إن أوروبا ستكون مستعدة للرد بإجراءات مضادة مستهدفة إذا ما أقبلت الإدارة الأميركية المقبلة على فرض تعريفات جمركية مرتفعة.
وذكر دبلوماسيون أن المسؤولين الأوروبيين بحثوا أيضًا ما يمكن للاتحاد الأوروبي تقديمه للولايات المتحدة في مجال التجارة، بما في ذلك تعزيز التعاون في قطاع الآلات الزراعية. كما يُعد التعاون لمواجهة نفوذ الصين عرضًا آخر قد تطرحه بروكسل كخطوة تقارب مع واشنطن.
وقالت " Oxford Economics" إن الحواجز التجارية الأميركية الجديدة ستكون مؤلمة للاقتصاد الصيني، فالرسوم الجمركية المرتفعة من شأنها أن تضغط بشدة على التجارة مع الولايات المتحدة، ربما بنسبة تصل إلى 70%، مما يقلل من حصة الصين من الواردات الأميركية إلى 4% فقط، من حوالي 14% في عام 2023. (العربية)