Advertisement

خاص

كيف تساهم حروب إسرائيل وعودة ترامب في تغيير عقيدة الأمن القومي الإيراني؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
07-11-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1274734-638665689304317663.jpeg
Doc-P-1274734-638665689304317663.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "يوم أمس، انتُخِب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة السابع والأربعين. وخلال حملته الانتخابية، وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، الأمر الذي ساعده في كسب دعم الأميركيين المسلمين والأميركيين العرب. لقد أدت الحروب المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة ولبنان، إلى جانب الهجمات المتبادلة بينها وبين إيران إيران، إلى جلب الشرق الأوسط إلى نقطة الغليان، وسط احتمال اندلاع صراع إقليمي شامل كارثي. وعلى مدار العام الماضي، نزح ما يقرب من 2.3 مليون شخص من سكان غزة، في حين فر ما يقرب من ربع السكان اللبنانيين من منازلهم".
Advertisement

وبحسب الموقع، "لقد أدت استراتيجية إسرائيل للقضاء على حماس وحزب الله، إلى جانب الدعم الإيراني الكامل لمحور المقاومة والشعب الفلسطيني، إلى تأجيج المواجهة العسكرية بين تل أبيب وطهران.وقد يتحول هذا إلى صراع مطول بين الطرفين، مما قد يؤدي إلى تغيير عقيدة الأمن القومي الإيرانية والمشهد السياسي الإقليمي.إذاً، يدخل ترامب البيت الأبيض في وقت أصبحت فيه إيران على وشك تغيير عقيدة أمنها القومي. فمنذ الثورة الإسلامية عام 1979، أدت ثلاثة أحداث إلى تحولات كبرى في عقيدة الأمن القومي في إيران".

وتابع الموقع، "لقد كانت التجربة الأولى في ثمانينيات القرن العشرين، أثناء الحرب بين إيران والعراق. فقد تعرضت إيران للعقوبات وسط الدعم الإقليمي والدولي للمعتدي، العراق، حتى مع استخدام نظام صدام حسين للأسلحة الكيميائية. ودفعت هذه التجربة إيران نحو استراتيجية تُعرف باسم "الاعتماد على الذات الدفاعي"، والتي من خلالها أعطت الأولوية للإنتاج المحلي للمعدات العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية. وعلاوة على ذلك، سعت إيران إلى إبراز قوتها خارج حدودها لردع المعتدين المحتملين من خلال تهديد مصالحهم في المنطقة. إن دعم إيران لحركات مثل حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن ينبع من تجارب الحرب التي استمرت ثماني سنوات، إلى جانب العقوبات والضغوط الغربية المستمرة، والتي يُنظر إليها في طهران على أنها تهدف إلى تغيير النظام".

وأضاف الموقع، "في عام 2018، حدث التحول التالي. ففي حين كانت إيران تمتثل بالكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على إيران، مستخدماً عقوبات ثانوية لإجبار شركاء طهران التجاريين الرئيسيين على القيام بالشيء عينه. ورداً على ذلك، وسعت إيران برنامجها النووي وأنتجت اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من مستويات الأسلحة، كما اتخذت خطوة كبرى نحو إقامة علاقات سياسية واقتصادية أوسع مع قوى الكتلة الشرقية، بما في ذلك العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس. وفي تعاملها مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، تبنت إيران سياسة "لا حرب ولا سلام"، حيث صرح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي: "لن تكون هناك مفاوضات ولا حرب... التفاوض مع أشخاص ينكثون بوعودهم، وينكثون بالتزاماتهم، ولا يلتزمون بأي شيء أمر مثير للسخرية"."

وبحسب الموقع، "أما التحول الثالث والأخير فيحدث اليوم، ذلك أن الدعم المطلق الذي قدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لحربي إسرائيل على غزة ولبنان، إلى جانب اغتيال كبار قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري، من شأنه أن يحفز تطوير عقيدة أمنية وطنية إيرانية منقحة تحددها ستة عناصر. أولاً، أصبح حلف شمال الأطلسي عدواً. فقد أدى استمرار حلف شمال الأطلسي في تزويد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لشن هجمات عشوائية على غزة ولبنان، إلى جانب الدعوات الأحادية الجانب لإيران إلى ضبط النفس، إلى استنتاج إيران بأن حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن إسرائيل، هما عدوان لها. وكما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مؤخرا: "إن إسرائيل لا تقف وحدها".وبالتالي فإن استراتيجية إيران السابقة في الردع ضد الولايات المتحدة وإسرائيل قد تتحول إلى الردع ضد حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك أعضائه الأوروبيين".

وتابع الموقع، "أما العنصر الثاني فهو حصول إيران على الأسلحة النووية. فالردع النووي مدرج على جدول أعمالها، وفي هذه المرحلة، أصبحت إيران دولة على عتبة الأسلحة النووية تواجه هجمات عسكرية مباشرة على أراضيها من جانب إسرائيل، بدعم من حلف شمال الأطلسي. وقد أشار كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، مؤخراً إلى أن إيران قد تراجع عقيدتها النووية، بعد أن أظهر استطلاع للرأي في وقت سابق من هذا العام أن ما يقرب من 70% من الإيرانيين يوافقون على أن البلاد لابد وأن تمتلك أسلحة نووية. ثالثاً، ربما تسعى إيران إلى تطوير محور المقاومة في أعقاب الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها إسرائيل. ومع تمكن إسرائيل من التسلل إلى المستويات العليا من المؤسسات الأمنية الإيرانية، فقد تتعهد إيران والفصائل التي تدعمها بإجراء إصلاحات جوهرية لهياكلها التنظيمية والأمنية والاتصال. إن الاغتيالات السابقة فشلت في هزيمة خصوم إسرائيل، وقد تؤدي الضربات الأخيرة ضد حماس وحزب الله إلى تغذية صعود جيل جديد من المقاومة".

وبحسب الموقع، "العنصر الرابع في عقيدة الأمن القومي الإيرانية المتطورة هو التحالف مع الشرق. ومن المرجح أن يدفع الدعم العسكري الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي لإسرائيل طهران إلى التفكير في تحالف عسكري طويل الأمد مع القوى الشرقية. وفي حين أرسى التعاون العسكري الحالي بين روسيا وإيران الأساس لمثل هذه السياسة، فمن غير الواضح ما إذا كانت الصين أو الهند ستكونان شريكتين في المستقبل. خامساً، هناك استحواذ إيران على أنظمة الدفاع الجوي. وتتمتع إيران بقدرات صاروخية هجومية قوية نسبياً، لكنها بحاجة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ضد صواريخ إسرائيل وطائرات إف-35 المقاتلة. إن استعداد روسيا لتزويد إيران بطائرات سوخوي سو-35 و/أو أنظمة الدفاع الجوي إس-400 سوف يشير إلى ما إذا كانت علاقاتهما ستصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية".

وتابع الموقع، "أخيراً، قد تتحول استراتيجية إيران السابقة "لا حرب ولا سلام" إلى "حرب وسلام". وكما أشار وزير الخارجية عباس عراقجي مؤخراً: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى تصعيد التوتر والصراع والحرب، على الرغم من أنها مستعدة لأي موقف. نحن مستعدون للحرب كما نحن مستعدون للسلام". وبما أن استمرار المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وغزة، يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، فإن الخاسرين الرئيسيين هم الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران. إن الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لتجنب وضع لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، فعمليات القتل الجماعي والاغتيالات وتدمير البنية التحتية العامة لا يمكن أن تجلب السلام، بل إنها ستزيد من الكراهية والتطرف والعداء".

ورأى الموقع، "لدى ترامب الفرصة لإنهاء الحروب الإسرائيلية ضد غزة ولبنان والحد من المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران. إن احتواء الأزمة الحالية في الشرق الأوسط يتطلب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ووقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان وغزة، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. كما أن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين من شأنه أن يشكل خطوة مهمة نحو أمن منطقة الشرق الأوسط. وفي نهاية المطاف، يتطلب الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط إنهاء الأعمال العدائية المستمرة بين إيران والعالم الغربي. وفي الحقيقة، لابد من بدء حوار شامل وجاد، فمثل هذه المحادثات من شأنها أن تزيد من فرص ترامب في التوصل إلى اتفاق كبير مع إيران".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban