ذكر موقع "الميادين" أنّ صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أشارت إلى أن الحرب على غزة ساهمت في إفشال حملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، لأنها دعمت إسرائيل وبذلت قصارى جهدها لجعل الناخبين الذين يهتمون بحقوق الفلسطينيين يشعرون بعدم الترحيب.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ إدارة بايدن استمرت في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، على الرغم من الأدلة الساحقة على أن أكثر الناخبين تفانياً في الحزب الديمقراطي أرادوا إنهاء مبيعات الأسلحة لها، حتى بعدما وسع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الحرب إلى لبنان.
وذكرت الصحيفة بأن هاريس قالت بحدّة في آب، حين قاطع ناشطون مناهضون للحرب خطاباً لها: "إذا كنت تريد فوز دونالد ترامب، فعليك أن تقول ذلك". وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي، رفضت حملتها نداء من الناشطين للسماح لأميركي من أصل فلسطيني بالتحدث على المنصة الرئيسية.
وقبل أيام قليلة من الانتخابات، برر نائب هاريس بيل كلينتون لحشد من الناس في ميشيغين ما ترتكبه إسرائيل في غزة.
ورأت الصحيفة أن كل ذلك وفر الفرصة لترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقد استمال ترامب هؤلاء الناخبون، وتعهد بمساعدة "الشرق الأوسط على العودة إلى السلام الحقيقي"، وهاجم النائبة السابقة ليز تشيني، الجمهورية التي اختارتها هاريس للحملة معها، ووصفها بأنها "صقر حرب متطرف". ومثل ريتشارد نيكسون، الذي ناشد الناخبين المناهضين للحرب في عام 1968 بوعد "بنهاية مشرفة للحرب في فيتنام"، صوّر ترامب نفسه كـ"مرشح للسلام"، بحسب الصحيفة.
وخلال الحملة الرئاسية، ركز الصحافيون الذين حاولوا تقييم التأثير الانتخابي لحرب إسرائيل في غزة غالباً على الناخبين العرب والمسلمين، وخصوصاً في ميشيغين، وهذا أمر مفهوم، ولكن في مدينة ديربورن ذات الأغلبية العربية الأميركية في ميشيغين، والتي دعمت جو بايدن عام 2020، أظهرت النتائج أن دونالد ترامب تغلب على كامالا هاريس بنحو ست نقاط مئوية.
ورأت الصحيفة أن النظر إلى التداعيات السياسية لغزة من خلال عدسة الهوية فقط يغفل شيئاً أساسياً؛ فعلى مدار العام الماضي، أدت مذبحة إسرائيل وتجويع الفلسطينيين بتمويل من دافعي الضرائب الأميركيين وبث مباشر في وسائل التواصل الاجتماعي إلى إشعال واحدة من أعظم موجات النشاط التقدمي في جيل كامل.
وأكدت أن العديد من الأميركيين الذين حفزهم تواطؤ حكومتهم في تدمير غزة على التحرك ليس لديهم أي صلة شخصية بفلسطين أو إسرائيل، ومثل العديد من الأميركيين الذين احتجوا على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو حرب فيتنام، فإن دوافعهم ليست عرقية أو دينية، إنها أخلاقية. (الميادين)