في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران والغرب، أثارت ما وصفها مراقبون بـ"الرسائل المزدوجة" من طهران جدلاً واسعًا، إذ تجمع بين التصعيد والتهديد من جهة، ودعوات التفاوض والحوار من جهة أخرى.
ففي الأيام الأخيرة، صدرت تصريحات شديدة اللهجة من قادة الحرس الثوري تستهدف إسرائيل والغرب، متزامنة مع تحركات دبلوماسية يقودها وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تروّج لفكرة الحوار كحل للأزمات.
هذا التباين الواضح يثير تساؤلات حول طبيعة الاستراتيجية الإيرانية ومدى جديتها في الوصول إلى حلول سلمية، خاصة مع استمرار التوتر الإقليمي وتفاقم الأوضاع على مختلف الجبهات.
في هذا الصدد، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خاميار في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية" أن "إيران تعتمد نهجا مزدوجا يهدف إلى تعزيز موقفها التفاوضي. والتصريحات المتشددة تهدف إلى الردع وفرض حضورها القوي على الساحة الإقليمية، بينما تأتي الدعوات للحوار في إطار محاولات لتهدئة التوتر وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها".
أضاف:" إيران مستعدة للتفاوض، ولكن وفق شروط تحترم سيادتها ومصالحها الإقليمية. وإيران ترغب في الحوار، لكنها لن تقدم تنازلات مجانية في ظل استمرار الضغوط والعقوبات.
ومن نيويورك، أوضح العميل السابق في الـ"FBI" جوناثان غليام، أن الرسائل المتناقضة من إيران تعكس سياسة دعائية تهدف إلى المراوغة وكسب الوقت، ولفت في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أنّ "إيران تعتمد سياسة "الحرب بالوكالة" من خلال دعمها لحزب الله وحماس. ومن الصعب التوصل إلى تفاهمات مع إيران".
أضاف:" عودة ترامب إلى الساحة السياسية الأميركية قد تغيّر المعادلة. ومن المتوقع أن تتخذ واشنطن موقفا أكثر صرامة تجاه إيران.
وختم:" إسرائيل، باعتبارها الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، لن تقبل بأي تهديدات لأمنها القومي وسترد على أي تحركات إيرانية تصعيدية". (سكاي نيوز عربية)