نشر موقع "العربي الجديد" تقريراً جديداً قال فيه إنه "من المتوقع أن تتسلم واشنطن، غداً الثلاثاء، ردّ لبنان على المشروع الأميركي لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل".
وذكر الموقع أن "الإدارة الأميركية أبدت تفاؤلها ولو المتحفظ عشية تسليمها نسخة من المشروع للسلطات اللبنانية، عبر إعلانها احتمال حصول تقدم خلال الأسبوع القادم، وفق ما قال المستشار جيك سوليفان، مطلع الأسبوع الماضي.
وأوحت واشنطن بأن الاتفاق بات قاب قوسين أو أدنى، فالوقت ضاغط والرئيس جو بايدن يريد تحقيق الاتفاق باعتباره إنجازاً يختتم به رئاسته.
كذلك، يقول التقرير إنّ ما شجع إدارة بايدن على إشاعة التفاؤل عن "قرب" الوصول إلى هذه النقطة، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أوحى خلال لقائه، الأربعاء الماضي، مع بايدن في البيت الأبيض بأنه لا يعتزم "التخريب" على الجهود التي تبذلها إدارة الأخير في هذا الخصوص.
ويشير التقرير إلى أن ترامب يريد أيضا أن يكون التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان أحد أهم بواكير رئاسته الثانية في المجال الخارجي، وأضاف: "مثل هذه البداية إذا تحققت من شأنها أن تبرز تمايزه الباهرعن سلفه بايدن المسربل في الحرب على غزة وتفرعاتها منذ أكثر من سنة، من غير أن يقوى على فتح كوة صغيرة في جدارها. يضاف إلى ذلك أن مسؤولين إسرائيليين قاموا الأسبوع الماضي بزيارة إلى مارآلاغو وأبلغوا فريق ترامب بأن حكومة رئيس الوراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تزمع تقديم وقف النار في لبنان هديةً مبكرة للإدارة الجديدة، وفي ذلك إشارة إلى عزم نتنياهو على حرق الوقت والتحايل في موضوع وقف النار في لبنان كما فعل في غزة، وبالتالي ترحيله إلى ما بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض".
وتابع: "يذكر في هذا السياق أن الرئيس المنتخب وعد الناخبين العرب في ولاية ميشيغين بالعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في لبنان فور تسلمه الرئاسة وذلك نزولا عند طلب والد صهره رجل الأعمال اللبناني مسعد بولس، الذي قام بجولات في ولاية ميشيغين لحث اللبنانيين والعرب فيها للتصويت لصالح ترامب، وقد فعلوا".
وكانت إسرائيل التي تريد وقف نار مفصّلاً على قياساتها، قد أوفدت وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اليد اليمنى لنتنياهو، إلى واشنطن ومارآلاغو للمشاركة في صياغة مشروع وقف النار، وضمناً لحضّ الرئيس المنتخب على الاستمرار في موقفه الذي سبق ودعا فيه إلى "ترك إسرائيل لاستكمال المهمة" العسكرية ولغاية تسلّم ترامب الحكم في كانون الثاني المقبل.
وهنا، يقول التقرير إن "الأجواء في واشنطن توحي بوجود حلحلة، وهناك أكثر من مؤشر في هذا الاتجاه، من أبرزها زيارة ديرمر لموسكو قبل أيام، والتي يعتقد أنها تناولت موضوع تمرير السلاح الإيراني عبر سورية إلى حزب الله والاستعانة بموسكو لوقفه باعتباره أحد شروط إسرائيل للمضي في مشروع وقف النار".
ويكمل: "يبدو أن الإدارة تعول أيضاً على تفهّم ترامب لأهمية أن لا يبدأ ولايته في ظل حرب تهدد بالتوسع في الشرق الأوسط وبحيث يرى أن من مصلحته حث إسرئيل لإنجاز وقف النار قبل تسلمه الحكم. والمتداول أن من البنود التي ما زالت غير محسومة بصورة نهائية مسألة اللجنة التي ستشرف على تنفيذ القرار الدولي 1701 وأيضاً كيفية التعامل مع الخروقات عند حصولها والتي تضع إسرائيل شروطا تعجيزية للتعامل معها، منها شرط منحها حرية التصرف للرد على مثل هذه الخروقات".
وأضاف: "لا يخفي بعض المسؤولين تخوفهم من أن يتوسل نتنياهو مثل هذه العراقيل لفركشة المشروع، جريا على عادته في نسف محاولات من هذا النوع في غزة. ونسب إلى أحدهم قوله إن حمل إسرائيل على الوصول إلى مرحلة التوقيع على هدنة، عملية شاقة"، إذ إن مطالبها لا تنتهي ومبنية على ذرائع مفتوحة على تعقيد الشروط بزعم أن الهدنة "توفر فرصة لحزب الله كي يعيد ترتيب أوضاعه، وخاصة أن المشروع المطروح ينص على هدنة طويلة لمدة شهرين. وما يزيد الخشية أن المجال متاح أمام إسرائيل لتستقوي في شروطها بترامب العائد بذهنية تصفية الحسابات والذي من غير المتوقع أن يقوم بتسهيل وقف نار يكون بمثابة هدية لبايدن في أواخر أيام رئاسته الخارج منها بصورة بائسة. لكن في المقابل ليس من مصلحته ترحيل هذه الأزمة إلى إدارته التي ستكون غارقة في أولويات انطلاقها، أقله على مدى الأشهر الأولى من تسلّمها".
وختم: "وبذلك، فالأرجح أن يقتصر دور الرئيس المنتخب في هذه الحرب وفي هذه الفترة الانتقالية على المساعدة في إنضاج طبخة وقف النار ببطء، بحيث لا يقطف بايدن ثمارها وفي الوقت ذاته تصبح معه جاهزة عشية تدشين رئاسته أو بعده بقليل". (العربي الجديد)