كشفت دراسة تحليلية شاملة أجراها فريق البحث والتحليل العالمي في شركة كاسبرسكي، عن وجود ثغرات أمنية خطيرة في آلاف أجهزة استقبال أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية (GNSS) حول العالم، مما يهدد الأمن السيبراني لعدد كبير من القطاعات الحيوية عالميًا، بما يشمل: الزراعة، والتمويل، والنقل، والاتصالات، والخدمات المصرفية، وغيرها الكثير من القطاعات.
ولكن ما أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية (GNSS) وما أهميتها، وكيف يمكن اختراقها، وماذا سيحدث لو اُخترقت، وكيف يمكن حمايتها؟
أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية (Global Navigation Satellite Systems)، التي تُعرف اختصارًا باسم (GNSS)، هي مجموعة من الأنظمة التي تستخدم شبكات من الأقمار الصناعية لتحديد المواقع بدقة عالية على سطح الأرض.
وتُستخدم هذه الأنظمة في تحديد المواقع، والملاحة، والتوقيت، في العديد من القطاعات الحيوية، التي تشمل: الزراعة، والتمويل، والنقل، والاتصالات المحمولة، والخدمات المصرفية، وغيرها. ومع هذا الاعتماد الواسع، سيتسبب أي هجوم على أي نظام من هذه الأنظمة بأضرار كبيرة للمؤسسات التي تعتمد عليه، لأنه سيؤدي إلى تعطيل العمليات التشغيلية، وضياع البيانات، مما يترتب عليه خسائر مالية وتراجع في ثقة العملاء بالخدمات.
وفي قطاعات البنية التحتية الحيوية مثل النقل والطاقة، قد يؤدي الانقطاع المطول أو تلف البيانات بسبب التلاعب بأنظمة تحديد المواقع إلى الخضوع للتفتيش من الجهات الرقابية فضلًا عن عواقب قانونية محتملة.
وعلاوة على ذلك، فإن القطاعات التي تعتمد بنحو كبير على الأنظمة المستقلة ذاتيًا، مثل: الطائرات المسيّرة والمركبات الذاتية القيادة ومرافق التصنيع الآلي، ستواجه خطرًا وجوديًا عند استهداف أنظمة تحديد المواقع، لأن التلاعب بهذه الأنظمة قد يؤدي إلى حوادث كارثية، لا تقتصر على خسائر مادية فحسب، بل تمتد إلى تهديد مباشر للأرواح البشرية.
وكشفت دراسات أمنية موسعة في آذار 2023 عن وجود ثغرة خطيرة في أنظمة أمان أجهزة استقبال أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية، إذ رُصد نحو 9775 جهازًا من خمسة مصنعين رئيسيين متصلين بالإنترنت بشكل مباشر، مما يجعلها عرضة للاختراق.
وفي تموز 2024، أضافت دراسة أخرى أجرتها كاسبرسكي تفصيلًا جديدًا لهذا التهديد، إذ حددت ما يصل إلى 3,937 اتصالًا مباشرًا لأنظمة تحديد المواقع عبر الإنترنت، بغض النظر عن الشركة المصنعة، كما تنتشر هذه الأجهزة المكشوفة جغرافيًا في قارات متعددة، بما يشمل: أميركا الشمالية واللاتينية وأوروبا وآسيا، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن السيبراني العالمي.
إذ يمكن للمهاجمين استغلال الثغرات الأمنية في أجهزة استقبال GNSS للوصول إلى الأنظمة الأساسية، مما يتيح لهم تعطيل الخدمات، وتزوير البيانات، وحتى التحكم في الأجهزة المتصلة، وسيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة.
يُعدّ اختراق أحد أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تهديدًا خطيرًا يمتد إلى العديد من القطاعات ويصل إلى جوانب حياتنا اليومية.
ويمكن أن يؤدي هذا الاختراق إلى عواقب وخيمة، منها:
-توقف العمليات التشغيلية في العديد من القطاعات: يمكن أن يؤدي تعطيل أنظمة الملاحة إلى شلل في العمليات الحيوية في العديد من القطاعات، مثل: النقل والخدمات اللوجستية، والزراعة والخدمات المالية.
-خسائر مالية ضخمة: يمكن أن تتسبب الهجمات على أنظمة الدفع والخدمات المصرفية المرتبطة بأنظمة GNSS في خسائر مالية ضخمة.
التأثير في الاقتصاد العالمي: سيؤدي الاختراق إلى حدوث شلل في سلاسل الإمداد، وتعطيل التجارة العالمية، وخسائر اقتصادية فادحة.
-تهديد الأمن القومي: يمكن استغلال الاختراق في شن هجمات إرهابية أو عسكرية، وتعطيل البنية التحتية الحيوية، وتضليل القوات المسلحة.
-خسائر في الأرواح: إذا حدث اختراق لأحد أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية ستواجه القطاعات التي تعتمد بنحو كبير على الأنظمة المستقلة ذاتيًا، مثل: الطائرات المسيّرة والمركبات الذاتية القيادة، خطرًا وجوديًا؛ لأن التلاعب بهذه الأنظمة قد يؤدي إلى حوادث كارثية، لا تقتصر على خسائر مادية فحسب، بل تمتد إلى تهديد مباشر للأرواح البشرية، وهذا الأمر ينطبق على مجال الطيران إذ يمكن توجيه الطائرات إلى مسارات غير صحيحة، مما يؤدي إلى اصطدامها ببعضها أو بمنشآت حيوية.
-تداعيات على الحياة اليومية: سيؤثر الاختراق في خدمات الطوارئ، وتطبيقات الهواتف الذكية، والأنظمة المالية، وأنظمة الطاقة. (البوابة العربية للأخبار التقنية)