تعززت العلاقة بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك والرئيس السابق دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وازدادت قوة بعد فوز ترامب بالبيت الأبيض. ماسك، الذي وقف بجانب ترامب منذ لحظة عودته إلى الساحة السياسية، قدم دعماً لافتاً لحملته الانتخابية.
وفق تقارير، أصبحت العلاقة بين الرجلين أكثر من مجرد تعاون سياسي، بل تطورت إلى صداقة شخصية. شوهد الاثنان يتنقلان سوياً في رحلات جوية، ويتناولان الطعام في مناسبات خاصة، وكانا معاً خلال إطلاق صاروخ "سبيس إكس" الذي باء بالفشل.
العلاقة أخذت منحى عائلياً مؤخراً، حيث ظهر ماسك في مارالاغو، مقر إقامة ترامب، وكأنه أحد أفراد العائلة، وظهر في صورة تجمع عائلة ترامب الموسعة.
محللون لشبكة "سي إن إن" يرون أن الرابط القوي بينهما يعود إلى ما يوصف بذكاء ماسك الحاد وتفوقه في قطاعات مثل الفضاء والطيران والسيارات الكهربائية. هؤلاء يعتقدون أن ماسك قد يلعب دوراً محورياً إذا أسندت إليه مسؤوليات حكومية كبرى، مثل وزارة تعنى بالكفاءة والتكنولوجيا.
ويرى الخبراء، أن تولية ترامب لماسك على رأس هذا المنصب الحيوي، يمنحه تفويضاً لتفجير البيروقراطية الفيدرالية مثل أحد الصواريخ النموذجية التي استخدمها ماسك لتعزيز التقدم في برنامجه الفضائي.
ومع ذلك يرى المحللون جانباً غير مشرق في العلاقة بين الطرفين، إذ أن التفويض المفتوح لماسك في مجال الطيران والفضاء الآتي بعد حضورهما معاً إطلاق صاروخ سبيس إكس، يعطي الملياردير الأغنى في العالم دوراً كبيراً في الأمن القومي الأمريكي قد يتحول لاحقاً كآفة للحكومة، تمكنه مع مرور الوقت من محو اللوائح التي تعيق أعماله والاستفادة من إمالة السوق.
وفي ولايته الأولى كان ماسك بعيداً عن ترامب، ولم يستغل الأخير العلاقات بشكل مثالي، لكنّه الآن أصبح الحليف الأبرز في دائرة الرئيس الجمهوري الداخلية الناشئة من المليارديرات والمليونيرات، ومذيعي قناة فوكس نيوز.
ومن الأسباب الأخرى لإعجاب ترامب بماسك، ديناميكية وعبقرية الأخير، الصفتان القادرتان على تعزيز غرور ترامب، من خلال مغازلته من قبل أغنى إنسان في العالم، وخاصة الشخص الذي أنفق ملايين الدولارات من أجل انتخابه وحول منصة إكس إلى مكان مفتوح للجميع يعكس نظرة ترامب للعالم، ويتمتع بقوة هائلة للتأثير على أعداد هائلة من الناخبين.
ومن نواح عديدة، يُعد ماسك نسخة أكثر نجاحاً من ترامب نفسه. فهو يهدم الأشياء قبل أن يبنيها من جديد، وتزوج عدة مرات، وتأثر بأب مستبد ترك بصمة على نفسيته. كما أنه نادراً ما يبدو ترامب، الذي يسعى إلى الهيمنة على كل غرفة وعلاقة، منبهراً بشيء آخر غير نفسه، ولكن تقديره المعجب بعبقرية ماسك يبدو حقيقياً تماماً.
ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالمال وأحلام الفضاء، فمن خلال الاختلاط مع ماسك، ضمن ترامب البالغ من العمر 78 عاماً دخول ثقافة فرعية ذكورية شابة حيث يُنظر إلى رائد تسلا باعتباره رمزاً، كما اشترت صداقتهما مصداقية ترامب بين صناع الرأي الآخرين الذين يصلون إلى هذه الفئة السكانية، وهو ما كان واضحاً في ظهوره في برامج يوتيوب والبودكاست مع جو روجان، وفرقة نيلك بويز، وثيو فون وبارستول سبورتس.
كل هذا ساعد في تحسين موقف ترامب في الانتخابات بين الناخبين الذكور الشباب، وهي الدائرة الانتخابية التي يكافح الديمقراطيون للوصول إليها.
ومن وجهة نظر الخبراء، فإن ترامب يسعى إلى صقل الحواف الخشنة لصورته المتطرفة التي رسخت في أذهان ملايين الأمريكيين بعد خسارته انتخابات 2020 أمام جو بايدن.
إلى متى؟
ولكن على الرغم من صداقتهما الناشئة، أصبح من المألوف التكهن بموعد انفجار علاقة ترامب وماسك، نظراً لأن كلاهما مغرور، ويحتاجان إلى أن يكونا نجمين دائماً.
ومع وجود ماسك في الحكومة قد لا يكون ترامب، على سبيل المثال، على استعداد لدفع الثمن السياسي المتمثل في تسريح العمال الفيدراليين بشكل جماعي، وفقدان الإنتاجية، وفشل البرامج الحكومية التي قد يتسبب فيها ماسك من خلال التخفيضات الوحشية التي أوصى بها وزير المالية الجديد.
وقال حاكم ولاية مينيسوتا السابق تيم باولنتي لشبكة "سي إن إن"، أمس الثلاثاء،: "في النهاية يتسع العرض لنجم واحد، وهذا النجم سيكون دونالد ترامب". لكنه زعم أيضاً أن ماسك لامع ومبتكر ومبدع. وأضاف: "خاض ترامب حملته الانتخابية على فكرة أنه سيكسر القالب المعتاد مع إيلون ماسك". (24.ae)