Advertisement

عربي-دولي

حملة "تجويع ممنهجة".. إسرائيل تنكّل بالفلسطينيين

Lebanon 24
27-11-2024 | 23:42
A-
A+
Doc-P-1285037-638683732816283248.png
Doc-P-1285037-638683732816283248.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ظل التردد الواضح من بعض المنظمات الدولية في توصيف أزمة قطاع غزة بأنها "مجاعة"، خرج مقرر الأمم المتحدة الخاص بالغذاء، مايكل فخري، بتصريحات حادة وصف فيها ما يحدث بأنه حملة "تجويع ممنهجة" تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، محذرًا من أن آثار هذه السياسة ستظل محفورة في الهوية الجماعية لأجيال قادمة.
Advertisement

وأشار فخري، في تصريحاته لـ"الشرق"، إلى أن استخدام التجويع كسلاح حرب يعد من أخطر الأدوات التدميرية التي يمكن أن تواجهها أي مجموعة سكانية. وأضاف: "بينما تقتل الرصاصات والقنابل الأرواح بشكل فوري، فإن الجوع يترك آثارًا مدمرة طويلة الأمد تمتد عبر الأجيال، مخلفة ندوبًا في الجسد والعقل والنسيج الاجتماعي".

ورغم التصعيد الأخير في غزة منذ تشرين الاول 2023، أوضح فخري أن الجوع في القطاع ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكمية لعقود من القمع المنهجي والصراع السياسي وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وأكد أن هذه الأوضاع المزمنة تفاقمت بسبب القيود الشديدة المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وشدد فخري على أن إرث المجاعة، حتى لو توقفت الصراعات اليوم، سيظل يلاحق الناجين لأجيال طويلة، مؤثرًا على بنيتهم الاجتماعية والنفسية. تصريحات كهذه تضع أزمة غزة في سياق أكثر عمقًا، يكشف عن الأبعاد الإنسانية الكارثية التي تتجاوز حدود الصراعات العسكرية المباشرة.
 
وذكر فخري، أنه بالاستناد إلى مفاهيم القانون الدولي الإنساني، فإن اللحظة التي يموت فيها أول طفل بسبب سوء التغذية أو الجفاف، نعلم أن المجاعة تضرب البلاد، ولهذا السبب أعلنّا من منظور خبراء حقوق الإنسان، أن المجاعة تضرب كل أنحاء غزة –شمالها وجنوبها- منذ يونيو الماضي؛ لأننا تلقينا في ذلك الوقت تقارير رسمية تفيد بوفيات بين الأطفال.

ورأى فخري أن هذه الوفيات بين الأطفال "تُعتبر مؤشراً لحدوث المجاعة"، مضيفاً أنه "عندما يصبح الجوع واقعاً، فإن أول ما نفعله هو إطعام أطفالنا، وأطفال جيراننا ومجتمعنا، وعندما يعجز الناس عن إطعام أطفالهم، ويضطرون إلى مشاهدتهم وهم يتلوون بين أحضانهم من دون القدرة على توفير الغذاء، فإن ما يحصل هو مجاعة حتماً"، لافتاً إلى أن الأبعاد الإنسانية والسياسية للمجاعة، تظهر في أقسى حللها في غزة، وعدم توصيفها بالمجاعة يعود لأسباب سياسية.

وشكلت المجاعة في غزة واحدة من المظاهر المفجعة للحروب في التاريخ الحديث، لكونها من صنع الإنسان، ولكونها حصلت بسرعة، بالتزامن مع تدهور قياسي للوضع الإنساني والغذائي، في ظل ربط المراقبين لهذا التدهور السريع، بما عُرف بـ"خطة الجنرالات"، التي تُتهم الحكومة الإسرائيلية باعتمادها.

ويقول فخري إن "سلطة الاحتلال قامت بالدفع بسكان غزة قسراً من الشمال باتجاه الجنوب، باستخدام التجويع والحصار كسلاح حرب، إلى جانب منع وصول المساعدات الإنسانية، فشملت المجاعة كل المناطق، خصوصاً بعد تدمير مصادر الإنتاج الزراعي والحيواني بشكل ممنهج".

وأوضح أن العبء العاطفي للمجاعة يعزل الناجين، ويصعب على المجتمعات معالجة صدماتها والتصالح معها، وبالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، سيكون التعامل مع الآثار النفسية للمجاعة أمراً حيوياً لإعادة بناء مجتمعهم.

وأضاف أن "الناجين من المجاعة، سواء كانوا بالغين أو أطفالًا، سيواجهون عواقب صحية ترافقهم مدى الحياة، حتى لو توقفت الرصاصات والقنابل اليوم، ستستمر تبعات المجاعة لأشهر متواصلة".

وتابع: "بالنسبة للبالغين، يترك الجوع جروحاً جسدية ونفسية؛ لأن الحرمان الغذائي خلال فترة المجاعة يمكن أن يُضعف أنظمتهم المناعية بشكل دائم، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض، إذ تتأثر الصحة النفسية أيضاً بشدة، وتصبح حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والقلق أعباء مزمنة". (الشرق)


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك