ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ فريدريك ميرز المستشار الألماني المحتمل، يخوض حملته الانتخابية تحت شعار يعكس نسخته الخاصة من "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، متعهداً باستعادة شعور ألمانيا المفقود بالعظمة وسط أوقات شديدة الاضطراب.
وكتب جايمس أنجيلوس في النسخة الأوروبية من موقع بوليتيكو الأميركي، أنه نظراً للتحديات العالمية الهائلة التي تواجهها ألمانيا، من التراجع الصناعي إلى الحرب في أوروبا، فقد يجد ميرز نفسه عاجزاً فعلياً عن تحقيق رؤيته المتمثلة في استعادة النمو الاقتصادي والشعور بالأمن.
وقال ميرز في رسالة بالفيديو بعد إعلان ترشحه لمنصب المستشار في وقت سابق من هذا العام: "يجب على أوروبا والعالم أن ينظرا مرة أخرى إلى ألمانيا بإعجاب وليس بالحيرة"، وأضاف "سأبذل كل ما في وسعي من أجل بناء ألمانيا التي يمكننا أن نفخر بها مرة أخرى".
من المتوقع أن يتولى ميرز وحزبه، الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، السلطة قريباً، بعد انهيار ائتلاف الأحزاب الثلاثة اليسارية في ألمانيا خلال تشرين الثاني.
ومع تحديد موعد الانتخابات المبكرة في 23 شباط، يتصدر المحافظون استطلاعات الرأي بفارق كبير، محققين نسبة تأييد تصل إلى 32%، وهذا ما يضع ميرز، محامي الشركات البالغ من العمر 69 عاماً، على أعتاب تحقيق حلمه القديم بتولي منصب المستشار.
لكن تحقيق هذا الحلم يأتي في توقيت يكتنفه خطر كبير على أوروبا، وخاصة على ألمانيا.
وتواجه ألمانيا تحديات اقتصادية وسياسية حادة، بينما يواجه الاتحاد الأوروبي أزمات متنوعة تشمل التهديد بأزمة ديون محتملة من فرنسا، صعود اليمين المتطرف، التدخلات الروسية، واستمرار الحرب في أوكرانيا.
ومع تباطؤ الاقتصاد الألماني وتصاعد الانقسامات السياسية بفعل تنامي نفوذ الأحزاب المتطرفة، تبدو برلين عاجزة عن قيادة أوروبا للخروج من أزماتها.
وبالنسبة لميرز، فإن طموحه ورجحان حصوله على تفويض واضح للحكم، يصطدمان بحقيقة أن ألمانيا أصبحت معرضة لتأثيرات عالمية خارجة عن سيطرة أي زعيم وطني.
ولعقود من الزمن، اعتمد أمن البلاد وازدهارها على ثلاث ركائز: ضمان الدفاع الأميركي، والتجارة الدولية غير المقيدة تقريباً، مما يسمح لاقتصادها الموجه للتصدير بالازدهار، والطاقة الرخيصة من روسيا لتعزيز الصناعة الألمانية.
وبينما يستعد ميرز لتولي زمام الأمور والتعهد بقيادة ألمانيا في اتجاه جديد على نحو جوهري، تفتقر البلاد إلى رؤية شاملة لتحل محل تلك الركائز التي عفا عليها الزمن.
وحدد ميرز رؤية محافظة لإدارته، تشمل خفض إعانات الرعاية الاجتماعية، وتقليل أعداد طالبي اللجوء، وتحفيز الاستثمار الخاص عبر تقليل القواعد التنظيمية، مع إعطاء أولوية أعلى للإنفاق العسكري والحفاظ على الانضباط المالي.
غير أن مدى فاعلية هذه السياسات في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تواجهها ألمانيا يبقى غير مؤكد.
وتتمثل إحدى مهامه الرئيسية في الابتعاد عن إرث المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، التي استمرت 16 عاماً في السلطة وأزاحته عن قيادة الحزب في 2002، مما دفعه إلى مغادرة البرلمان والعمل في القطاع الخاص.
وعاد ميرز إلى المشهد السياسي بقوة، إذ قاد الحزب الديمقراطي المسيحي بعد انتخابات 2021، معيداً توجهه إلى اليمين.
ويُنظر إلى ميرز على أنه أكثر استعداداً من شولتس لمواجهة الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب، خاصة مع تاريخ التوتر بين ترامب وميركل.
وتعهد ميرز بالتصدي لترامب والدفاع عن المصالح الألمانية بحزم، لكنه لم يوضح كيفية تحقيق ذلك، مكتفياً بوعود بموقف واضح واستعداد لإبرام "صفقات" سياسية. (الامارات 24)