ذكر موقع "الجزيرة"، أنّه بموازاة المعارك المحتدمة الجارية على الأرض منذ أيام بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري، يكثر الحديث عن قوات "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" ككلمتيّ سرّ في حسم المواجهة المستمرة خاصة في محيط مدينة حماة الإستراتيجية وسط البلاد.
العصائب الحمراء
هي قوات النخبة لدى هيئة تحرير الشام وقوامها المئات من عناصرها الذين يطلق عليهم اسم الانغماسيين وتعد القوة الضاربة التي تقتحم في المعارك الكبيرة وليس في قاموسها كلمة الانسحاب، وفق ما تداول قياديون تابعون لغرفة الفتح المبين ونشطاء سوريين.
ويُميّز هذا التشكيل تدريب عال لمقاتليه وزي عسكري موحد يرتدونه إضافة إلى عصائب حمراء على رؤوسهم وظهر هؤلاء المقاتلون لأول مرة خلال السنوات الماضية في مقاطع فيديو أصدرتها هيئة تحرير الشام تصور عمليات خاصة واقتحامات ضد القوات السورية.
وتُفيد المعلومات المتوفرة إلى أن هيئة تحرير الشام أسست هذه القوة عام 2018 وأسندت إليها عددا من المهام خلف خطوط العدوّ.
وتشير حسابات داعمة لهجوم المعارضة السورية المستمر على حماة إلى أن تشكيل العصائب الحمراء هو من يقود المعارك مع كتائب المسيرات شاهين باتجاه اقتحام المدينة ويُعوّل عليها عمل اختراقات في تحصينات الجيش السوري.
قوات النمر
ويتداول المؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد أنباء عما يعرف "بقوات النمر" التي تنتمي للقوات الخاصة في الجيش السوري ويقودها اللواء سهيل الحسن ويوصف برجل بشار الأسد المفضل وهو مدعوم من روسيا حيث كان الضابط الوحيد الذي رافق الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017. وكان مرتديا بزة عسكرية تابعة للقيادات العسكرية الروسية.
ومع ما وصف بحالة الانهيار التي شهدتها قوات الأسد خلال هجوم المعارضة وخاصة في حلب حيث خسرت خلال ساعات معظم مساحة المدينة ومطارها المدني و4 مطارات عسكرية، وزحف مقاتلي المعارضة باتجاه حماة، انتشرت على مواقع التواصل أنباء عن وصول سهيل الحسن الملقب "بالنمر" إلى محيط حماة لصد الهجوم باتجاه المدينة.
وحرصت منصات إعلامية تابعة للسلطات السورية على نشر ما قالت إنها صور "للنمر" لدى وصوله إلى مشارف حماة وذلك لرفع معنويات الجنود والمؤيدين.
وظهر سهيل الحسن في أحدث صور له قبل يومين وعلى يده اليسرى ضمادة وذلك بعد إعلان غرفة عمليات "ردع العدوان" بأنها استهدفته بمسيرة من طراز شاهين مع قادة آخرين خلال اجتماع لقادة الجيش السوري على مشارف مدينة حماة، مما أدى إلى إصابته بجروح.
وحرص الجيش السوري ومؤيدوه على ربط اسم سهيل الحسن وقوات "النمر" التي يقودها بما يعتبرونها انتصارات عسكرية على امتداد الجغرافيا السورية، لا سيما في اللاذقية وحلب وحمص والبادية وإدلب والغوطة الشرقية.
كما يعرف الحسن باتباع سياسة الأرض المحروقة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، واعتمد فيها على فائض القوة الجوية قبل أي تدخل بري.
وولد سهيل الحسن عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة على الساحل السوري، وهو من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد ولم يكن معروفا قبل اندلاع الصراع في سوريا عام 2011. (الجزيرة)