برزت طائرات مسيّرة اسمها "شاهين" تحمل في طياتها، بالإضافة للمتفجرات، العديد من الأسرار عن طريقة تصنيعها ومميزاتها، وكيف امتلكها مقاتلو الفصائل المسلحة في سوريا.
بالنظر إلى بداية التصعيد الحالي في سوريا، الذي بدأ في 27 تشرين الثاني، نشرت هيئة تحرير الشام، عبر منصتها الإعلامية الرسمية "أمجاد"، فيديوهات للعملية، تبدأ بإطلاق مسيّرات "شاهين"، وهذا "تطور لافت، خاصة مع الفيديوهات التي نشرت لطائرة شاهين وهي تنفجر"، حسبما قال المحلل العسكري السوري فايز الأسمر، في مكالمة هاتفية لـ"بلينكس".
المحلل العسكري الأسمر قال لـ"بلينكس"، إن ما قيل في الإعلام عن أن الفصائل المسلحة في سوريا تستخدم الدرونز لأول مرة غير صحيح، فهو يعتقد أن "طائرات مسيّرة بدائية تم استخدامها من قبل الفصائل منذ 2014 في سوريا"، وأن طائرة شاهين هي نسخة متطورة من هذه المسيّرات، نتيجة التجارب التي أجرتها هيئة تحرير الشام على الأجيال المتعددة من الطائرات المسيرة التي استخدمتها سابقا.
لكن لهذا النوع من المسيرات نقاط قوة ونقاط ضعف، أوضح بعضها المحلل العسكري الأسمر لـ"بلينكس"، وذكرت بعضها صحيفة جيروزاليم بوست نقلا عن موقع ذا ميديا لاين.
فماذا يميّز طائرات "شاهين"؟
-خفيفة، ومركز ثقلها ليس وزنها، وإنما المتفجرات التي تحملها.
-تحمل من 90 إلى 100 كيلوغرام من المتفجرات.
-تحوي كاميرا كهروضوئية، تصوّر اصطدامها بالهدف.
-تستخدم الأشعة تحت الحمراء لتمشي في مسارها نحو الهدف.
لكن على الجهة المقابلة ما زالت شاهين تعاني من عيوب، مثل:
-عدم قدرتها على ضرب أهداف كبيرة.
-ضعف تتبع الهدف في حال كان متحركا.
-لا تحمل قنابل أو صواريخ صغيرة تلقيها ثم يعاد استخدامها مجددا، فهي مجرد طائرة انتحارية.
هل "شاهين" من صنع الفصائل المسلحة؟
الخارجية الروسية اتهمت الفصائل المسلحة بأنهم يتلقون تعليمات ودعما خارجيا، وأن هجومهم على حلب كان بعد أن تلقوا أوامر خارجية، ولمحت الخارجية الروسية إلى أنها ترى "آثارا أوكرانية" في هجوم الفصائل المسلحة.
بالنسبة إلى أوكرانيا، تحدثت تقارير عن مشاركتها في دعم الفصائل المسلحة في سوريا، وصحيفة كييف بوست الأوكرانية نقلت عن مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن قوات خاصة من مجموعة خيميك، التابعة للمديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية، هاجمت قاعدة عسكرية روسية في سوريا في 15 أيلول الماضي، وكانت هذه العملية على مشارف حلب الجنوبية الشرقية.
تقرير آخر لموقع بيزنس إنسايدر، ذكر أن أوكرانيا هاجمت قوات روسية في سوريا، آذار 2024، ويمكن أن تكون استخدمت طائرات مسيرة في هذه الهجمات بالإضافة إلى قذائف RPG.
أما تركيا، فهي داعمة للفصائل لوجستيا وبالسلاح، وبحسب المحلل العسكري الأسمر، فتركيا "ربما ساعدت الفصائل في تطوير طائرة الشاهين، لكن حتى إن حدث ذلك، فالأمر تم بسرية لضمان نجاح التطوير".
ولا يعتقد الأسمر أن الدعم التركي للفصائل بشأن طائرة الشاهين، كان دعما عسكريا بقدر ما هو دعم لوجستي، فهو يعتقد أن مهندسين يتبعون لهيئة تحرير الشام هم من عملوا على تطوير هذه الطائرة المسيرة.
تصنيع "شاهين" تطلّب وحدة عسكرية كاملة
في مقابلة مع "ذا ميديا لاين" نقلتها صحيفة جيروزاليم بوست، أوضح قائد ميداني تابع لهيئة تحرير الشام، أن طائرة شاهين صُنِّعت من قبل وحدة "شاهين" التي تشكّلت من أجل مهمة التصنيع. وأوضح المصدر أن إنشاء هذه الوحدة جاء نتيجة الحاجة لتطوير أسلحة متخصصة في المعركة. (بلينكس)